ذكرى 12/12 .. معلومات هامة عن الإنقلاب /بقلم محمد سالم محمدو

سبت, 2015-12-12 16:11

زار الجنرال الفرنسي جانو لاكاز موريتانيا في زيارة سياحية هدفها حسب دعواه، زيارة الأماكن التي خدم فيها في آدرار أيام كان جنديا في جيش الاستعمار الفرنسي.

رافقه معاوية في تلك الرحلة، وشاركا في حفل لدى أهل حمبل في أطار.

استدعى أيضا بعد ذلك قادة من الجيش إلى فرنسا وأكد لهم أن فرنسا ستقدم لهم المساعدة اللازمة.

مات لاكاز في 1/8/2005 يومين قبل الموتة السياسية لولد الطايع.

على الضفة الأخرى أصر ميتراه على مشاركة ولد هيدالة في قمة بوجمبورا، ودفع ثمن وقود طائرة الرئيس ووفده (5 ملايين فرنك).

وبعد الانقلاب، عاد ولد هيدالة إلى نواكشوط بعد أن أرسل رسالة مستعجلة وهو في الجو إلى الرئاسة نصها:

 

الكولونيل معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع ..

 

أرجو أن تسمحوا لي والوفد المرافق لي بالنزول في مطار نواكشوط ..

 

خونا ولد هيدالة.

 

في نواكشوط استقبلت وحدة عسكرية بقيادة العقيد محمد سيدينا الرئيس والوفد المرافق له، أفردوا الرئيس هيدالة ونقلوه إلى اجريده حيث وضع في زنزانة ضيقة مكبل الرجلين.

 

كان معاوية مبالغا في إظهار الولاء والوفاء لولد هيدالة، وقد توسل إليه بعد إقالته من منصب الوزير الأول أن لا يدعه بدون وظيفة فعينه قائدا للأركان،

 

لكن معاوية بعد ذلك بالغ في إهانة ولد هيدالة عبر سجن طال أربع سنين مهينة قاسية.

 

انتهى حكم الديكتاتوري ولد هيدالة وبدأ حكم الديكتاتوري الآخر معاوية ولد الطايع، رجل فرنسا الأكثر ظلما ودربة على الإفساد والفساد.

 

مثل ولد الطايع في بداية أيامه، فرجا من سجون ولد هيدالة المظلمة وبطشه الذي لا حدود له وغبائه السياسي، وأعلن الحرب على القبيلة، وسرعان ما تناسى كل ذلك وبدأ مشروعه التدميري للقيم.

 

معاوية أحد أهم العقول الأمنية والعسكرية في موريتانيا، لكنه استخدم ذكاءه وعبقريته تلك في الجانب السلبي ومع تقادم الزمن "نشف مخ" الرجل وأصبح ديكتاتورا كاملا المواصفات.

 

بيدي معاوية أكلت قبائل ومجموعات وأفراد الأخصر واليابس وبسوطه عاثوا في الأرض فسادا، فيما سلم له لسانه العيي وخطبه التي تفرق ولا تجمع وتنعس ولا تؤنس.

 

مع معاوية وصل الفساد المالي إلى أقصى مداه، وتغولت القبيلة، وفسدت الأخلاق السياسية إلى أقصى درجة ممكنة، ألم تعد السرقة شطارة وفهما والأمانة ضعفا، كان نظام معاوية مغناطيسا جالبا للطبائع المفسدة في من خدموا معه، مدمرا للأمانة والنزاهة، وكان أيضا منطقة طاردة للأمناء والنزهاء.

 

عامل معاوية الموظفين بأسلوب التجويع المروع، وفي فترته كانت منح طلاب القسم الجامعي بالمعهد السعودي تفوق رواتب أساتذة السلك الأول في موريتانيا، كانت رواتب صغار الجنود في حضيض الحضيض، بين 13-16 ألف أوقية.

 

كانت سفن الصيد الصينينة تستخدم شباكا بمساحة ملاعب دولية تبتلع كل شيئ حتى الحصى والحجارة والأعشاب البحرية، وكانت عائدات اتفاقيات الصيد مع الأوربين توزع بأمر رئاسي على ثلاثة أو أربعة رجال من أقرب مقربي الرئيس ولد الطايع على أنها قروض.

 

كانت زيارات معاوية بلاء مبرما يكلف القبائل والأفراد ما لا طاقة لهم، يبذلون من المال ما يمكن أن يقضي على الجهل والفقر في كل موريتانيا ثم يجلسون لسماع خطب تافهة ومملة.

 

وكان نظام ظلم وإرهاب وفساد، فصل مئات الموظفين العسكريين والمدنيين من وظائفهم بسبب الاشتباه في الانقلابات (البعثيين مثلا)، وقتل آخرين بلا رحمة (الزنوج) وأهان القيم أيما إهانة.

 

ثمة رئيسان فقط حكما موريتانيا كان يملكان مشروعا واضح المعالم.

 

- المختار ولد داداه: يحمل مشروع سيطرة سياسية لحزبه الوحيد، مع بناء مؤسسات دولة قابلة للاستمرار.

 

ـ معاوية ولد الطايع: مشروع تدمير كامل للقيم ومؤسسات الدولة.

 

يبقى أن مشروع ولد داداه زال بزواله، وأن مشروع معاوية يأخذ طبعات متلونة مع الذين خلفوه، وهم بالطبيعة أقل منه سوء على كل حال.

 

                                              تدوينة ـ محمد سالم محمدو