رئيس الجمهورية يشيد باستضافة السعودية معرض "إكسبو 2030” 

أربعاء, 2022-11-02 18:10

قال رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني إن  قدرة الدول العربية على "الصمود في وجه الأزمات والتكيف الناجع والفعال مع ما يلوح في الأفق من تغيرات جيواستراتيجية عميقة رهين بنجاحها في ترقية العمل العربي الجماعي"؛ مبرزا أن ذلك يستوجب منها " اليوم؛  أكثر من أي وقت مضى، مضاعفة الجهود لتكثيف التنسيق والتعاون والتكامل، والعمل الجاد على تحقيق الأمن والسلام في كامل الفضاء العربي وتقوية عرى الأخوة والصداقة والتعاضد بين كافة الدول العربية".

وأضاف ولد الشيخ الغزواني،  في خطاب ألقاه اليوم (الأربعاء) أمام القمة العربية الـ31  الدول العربية في الجزائر العاصمة؛  أن موريتانيا؛  "إيمانا منها بضرورة قيام فضاء اقتصادي عربي مشترك، وانسجاما مع ما انجزته في إطار تنفيذ سياساتها التنموية الكبرى من تحسين لمناخ الأعمال ودعم للشراكة بين القطاعين العام والخاص، تؤكد انفتاحها على سائر أشكال التعاون والتبادل البيني ورغبتها الصادقة في الإسهام في كل ما من شأنه تسريع الاندماج الاقتصادي العربي".

وقال رئيس الجمهورية في خطابه:

"تنعقد قمتنا اليوم في ظرف دولي استثنائي تتزاحم فيه أزمات أمنية وجيوسياسية واقتصادية وبينية جسيمة، فالعالم اليوم يواجه على نحو متزامن الخطر البيئي المتنامي باطراد والانتشار المتعاظم للتطرف والعنف والإرهاب والانعكاسات الكارثية لجائحة كوفيد – 19، وكذلك ما نشأ عن الحرب في أوكرانيا من تدهور خطير في الوضع الأمني الدولي ومن أزمة غذائية وتضخم متصاعد.

وعلاوة على ما تنذر بيه هذه الأزمات من ركود اقتصادي شامل، فإنها تهدد كيانات العديد من الدول وتوسع بؤر التوتر والنزاعات المسلحة وتضعف قدرة المنظومات الاقتصادية والاجتماعية على الصمود وهو ما يغذي بدوره في حلقة مفرغة هدامة عوامل زعزعة الأمن والاستقرار.

ومعلوم بداهة أن قدرة دولنا العربية على الصمود في وجه هذه الأزمات وكذلك على التكيف الناجع والفعال مع ما يلوح في الأفق من تغيرات جيواستراتيجية عميقة رهين بنجاحنا في ترقية العمل العربي الجماعي، ولذا يتعين علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى مضاعفة الجهود لتكثيف التنسيق والتعاون والتكامل فيما بيننا. هو ما يتطلب منا ابتداء العمل الجاد على تحقيق الأمن والسلام في كامل فضائنا العربي وعلى تقوية عرى الأخوة والصداقة والتعاضد بيننا عملا بشعار قمتنا هذه، ومن جهة أخرى يعد تنظيم الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الأسبوع المقبل في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة، وترشح دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين العام القادم، مؤشرا إيجابيا على أن مواجهة التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية أصبحت في صلب اهتمامات منطقتنا العربية. ونتطلع إلى أن تلعب دولنا أدوارا إيجابية في إنجاح هاذين الحدثين الهامين والاستفادة منهما بشكل كبير".

وأضاف:

"لا يفوتني في هذا المقام أن أكد دعمنا للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة لاستضافة إكسبو 2030 في مدينة الرياض ونحن على ثقة أن هذه الاستضافة ستساهم في التعريف بالمقدرات العربية المتنوعة وتفتح آفاقا أوسع لشراكات جديدة ومثمرة بين منطقتنا العربية ودول العالم في شتى المجالات. كما أن استضافة دولة قطر الشقيقة لنسخة 2022 من كأس العالم يشكل من جهة أخرى نموذجا لتعزيز الحضور العربي الفاعل في المحافل والأحداث العالمية الكبرى، ويحدونا الأمل في أن تتكل الجهود الجبارة التي بذلتها دولة قطر الشقيقة في هذا المجال بالنجاح التام".

وبخصوص موقف موريتانيا القابت من القضية الفلسطينية، أكد رئيس الجمهورية أن " الجمهورية الإسلامية الموريتانية تجدد تمسكها الثابت بضرورة إيجاد حل دائم سريع وعادل يضمن حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية؛  طبقا لمبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية، ونحن نستبشر خيرا بما تم توقيعه مؤخرا من اتفاق مصالحة بين الفصائل الفلسطينية برعاية الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، كما ندعو إلى إيجاد حلول سياسية سليمة للنزاعات المسلحة في اليمن وسوريا وليبيا على نحو يضمن لهذه البلدان وحدة وسلامة أراضيها وحق شعوبها في التمتع بالاستقرار والأمن والنماء، فبدون الأمن والاستقرار في كامل الفضاء العربي لن نصل بالعمل العربي المشترك إلى المستوى الذي تتطلع إليه شعوبنا وتمليه الإكراهات المثالة والتحديات المستقبلية.

وتأسيسا على هذا فإن من المتعين علينا تكثيف التنسيق في إطار مكافحة الإرهاب والتطرف ومواجهة سائر النزاعات وبعث الفرقة والتعصب الطائفي وكل ما من شأنه أن يطال السكينة والاستقرار على عموم ربيع وطننا العربي".