
في لحظة مشهودة من عمر الدبلوماسية الموريتانية، تُتوَّج بلادنا اليوم بفخرٍ واعتزاز مستحقّ بنجاح مرشحها في تولي رئاسة مجموعة البنك الإفريقي للتنمية، في إنجازٍ نوعي يُجسّد ثقة القارة الإفريقية في كفاءة أبناء موريتانيا، ويعكس المكانة المرموقة التي تبوأتها بلادنا على خارطة الحضور القاري والدولي.
وما كان لهذا النصر أن يتحقق لولا الرؤية المتبصّرة والتوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي نسج بخيوط الحكمة وشائج الأخوّة الإفريقية، وأرسى دعائم دبلوماسية رزينة هادئة، جعلت من موريتانيا شريكًا يوثق به، وصوتًا يُنصت إليه، وموقفًا يُحسب له الحساب.ففي ظل قيادته، أصبحت الدبلوماسية الموريتانية سفيرة العقل والرؤية، تزرع الودّ وتحصد الاحترام، وتُجسّد نموذجًا يحتذى في الانفتاح والتعاون والتكامل.
هذا التتويج ليس وليد اللحظة، بل ثمرة مسار متماسك رسّخه فخامة رئيس الجمهورية منذ تسلمه زمام المسؤولية، وتوّجته موريتانيا برئاستها للاتحاد الإفريقي السنة الماضية، حين حملت همّ القارة، ونافحت عن قضاياها، وكتبت اسمها بأحرف من التقدير في قلوب الأشقاء الأفارقة، فأصبحت مرجعية في المواقف، ونموذجًا في القيادة الرشيدة.
قد يُفاجَأ البعض بنتيجة الفوز الكاسح الذي حققه مرشح موريتانيا لرئاسة مجموعة البنك الإفريقي للتنمية، أما أنا، فلم تكن دهشتي في الأرقام بقدر ما كانت في دلالاتها، وفي الصورة البليغة التي رسمتها عن مكانة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لدى القادة والزعماء، وعن الاحترام العميق الذي تكنّه إفريقيا لموريتانيا تحت قيادة فخامته.
لقد نطقت صناديق التصويت بما تخفيه صدور الزعماء من تقدير وثقة، فجاءت النتائج باهرة في كل شوط، حتى كاد مرشحنا أن يحسم المعركة من الجولة الثانية، لولا مقتضيات الإجراءات وضرورات المنافسة الشكلية.
ليس هذا الفوز مجرد رقم، بل هو شهادة حية على ما حققته بلادنا من حضور ناضج، وما بنته من جسور الثقة والتأثير في الفضاء الإفريقي.
فموريتانيا اليوم ليست مجرد مشارك في المشهد الإفريقي، بل ركن راسخ من أركانه، وصوت من أصواته المؤثرة.إن نجاح الدكتور سيدي ولد التاه ليس فقط انتصارًا لشخصية وازنة، بل هو انتصار لدولة آمنت بالتخطيط، واشتغلت بالصمت، وراهنت على الكفاءة، فكسبت الرهان بجدارة.
وفي هذا المقام، لا يفوتنا أن نثمّن عالياً الجهود الجبّارة التي بذلتها اللجنة التوجيهية العليا، برئاسة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، واللجنة المنسقية بقيادة معالي وزير الاقتصاد والمالية، السيد سيد أحمد ولد أبوه، والطاقم المصاحب لهما، حيث عملا بروح وطنية، وتنسيق محكم، وكفاءة عالية، أثمرت هذا الإنجاز الباهر الذي يُحسب لموريتانيا كلها.
كما لا يفوتني أن أُعبّر عن جزيل الشكر والامتنان لكل من آمن بحظوظ موريتانيا في هذا الفوز، وساند ترشيحها من قريب أو بعيد، من الأشقاء والأصدقاء، ومن الدبلوماسيين والخبراء، ممن آمنوا بأن موريتانيا تستحق، وأن أبناءها قادرون إذا أوكلت إليهم المهام وتوفرت لهم الفرص.
فتحية لكل من أسهم في هذا النجاح، قولًا أو فعلًا، دعمًا أو نصحًا، فبمثل هذه الأيادي تتعاضد الأمم، وبمثل هذه الثقة تُبنى الجسور بين القلوب والدول.
هنيئًا لموريتانيا بهذا الظفر المشرف، وهنيئًا لفخامة رئيس الجمهورية بهذا النجاح المتجدد، الذي يضيء سجلّ الإنجازات الوطنية، ويمنح البلاد مزيدًا من الإشعاع والثقة في مسيرتها نحو المستقبل. #موريتانيا_تنتصر_في_قلب_إفريقيا
#البنك_الإفريقي_للتنمية
#ديبلوماسية_الحكمة