تنظيم ورشة حول دراسة جدوى مشروع إقامة غابة كربونية في ولاية اترارزه (تقرير مصور + فيديو)

ثلاثاء, 2025-06-03 14:00

انطلقت، اليوم (الثلاثاء) في نواكشوط، أعمال ورشة لإطلاق دراسة الجدوى لمشروع استعادة وتشجير 10.000 هكتار من الأراضي المتدهورة لإقامة غابة كربونية بولاية اترارزة.

ولدى اشرافها على افتتاح الورشة أعربت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة؛ السيدة مسعودة بنت بحام ولد محمد لغظف عن ترحيبها بالحضور  ؛ و أضافت  "يسعدني أن احضر معكم اليوم فعاليات افتتاح هذه الورشة النوعية، المخصصة لإطلاق دراسة جدوى مشروع استعادة وتشجير مساحة 10.000 هكتار من الأراضي المتدهورة في ولاية اترارزة، لتشكيل غابة كربونية في إطار مبادرة السور الأخضر الكبير.

هذا المشروع الطموح يُجسد التوجهات الكبرى لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي جعل من مكافحة التصحر وحماية البيئة وتعزيز الأمن المناخي إحدى الركائز الأساسية لبرنامجه “طموحي الوطن”، كما يندرج ضمن أولويات برنامج حكومة الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، الذي يؤكد على تحقيق تنمية مستدامة، متوازنة، وشاملة، تستند إلى الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية وتثمين مقدراتنا البيئية.

تندرج هذه المبادرة في إطار شراكة استراتيجية بناءة بين وزارة البيئة والتنمية المستدامة، والوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير، من جهة، ومع معهد شينجيانغ التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، وشركة “سينواي فوريست تكنولوجي”، من جهة أخرى، وقد تُوج هذا التعاون بتوقيع مذكرة تفاهم رسمية في شهر دجمبر 2024 في الرياض على هامش الدورة السادسة عشرة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16).

وزيرة البيئة والتنمية المستدامة؛ السيدة مسعودة بنت بحام ولد محمد لغظف

و أضافت  الوزيرة بنت بحام أن الدراسة التي نطلقها اليوم إلى تقييم الجدوى الفنية، والبيئية، والاجتماعية، والاقتصادية لمشروع الغابة الكربونية، الذي يسعي الى استخدام مقاربات علمية وتقنيات مبتكرة في التشجير وحبس الكربون، بما يُعزز قدرة بلادنا على مواجهة التغيرات المناخية، ويُمكّن من خلق فرص تنموية حقيقية للسكان المحليين.

و أكدت الوزيرة أن هذه الورشة خطوة عملية أولى نحو تجسيد هذا المشروع النموذجي، وسنعمل من خلال هذا اللقاء على إشراك كافة الفاعلين الوطنيين والمحليين في عملية التحليل والتخطيط المشترك، ضمانًا للنجاح والاستدامة.

وإذ أثمّن ما قامت به الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير من جهود تنسيقية وفنية، وما أنجزته فرق الخبراء الوطنيين والدوليين من تحليل أولي للمشروع، فإنني أجدّد باسم الوزارة الشكر والتقدير لجمهورية الصين الشعبية، حكومةً وشعباً، ولسعادة السفير على مواكبته المتواصلة لهذا المشروع، كما أشكر كافة المشاركين والشركاء الفنيين والماليين على مواكبتهم.

السفير الصيني في نواكشوط

من جانبه أعرب سفير جمهورية الصين الشعبية المعتمد لدى موريتانيا؛ عن تشرفه بالمشاركة في هذه الورشة المخصصة لدراسة جدوى مشروع الغابة الكربونية في اطار السور الأخضر الكبير في موريتانيا. وقال ان موريتانيا تواجه تحديات بيئية كبرى بفعل تأثير التغيرات المناخية وتردي التربة والتصحر والهشاشة المتزايدة للنظم البيئية التي باتت تشكل مصدر قلق كبير، نظرا لتأثيرها السلبي على التنمية المستدامة في البلد.

وأضاف السفير الصيني أن الجهود التي يبذلها الطرف الموريتاني في مجال مكافحة التصحر تحظى بالتقدير والتثمين من قبل الصين؛ مبرزا، في هذا السياق، أن مشروع إنشاء غابة كربونية على مساحة 10.000 هكتار يمثل مبادرة عملية وواعدة.

وكان المدير العام للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير؛ المهندس سيدن ولد أحمد أعل قد ألقى خطابا بذات المناسبة أوضح فيه أن الورشة الهامة التي تنطلق من خلالها دراسة الجدوى لمشروع إقامة غابة كربونية على مساحة 10.000 هكتار في ولاية اترارزة، تندرج في إطار مبادرة السور الأخضر الكبير، وفي سياق التعاون الوثيق مع جمهورية الصين الشعبية، عبر الأكاديمية الصينية للعلوم ومؤسسة “سينواي فورست”.

المدير العام للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير؛ السيد سيدنا ولد أحمد أعل

وأضاف المدير العام للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير :" تنعقد هذه الورشة المحضرة لهذا المشروع في لحظة حاسمة تستدعي منّا جميعًا تكثيف الجهود لمواجهة التحديات البيئية المتسارعة التي تهدد منظوماتنا الطبيعية والاجتماعية، وفي مقدمتها التصحر، وتدهور الأراضي، وتغير المناخ. ويجسد هذا المشروع النموذجي استثمارًا بيئيًا واعدًا في مجالات استصلاح الأراضي وتثبيت الكربون، كما يمثل نموذجًا ملهمًا للتعاون الدولي المثمر من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

 وقال ولد أحمد أعل : "لقد تم توقيع مذكرة تفاهم مع الشركاء الصينيين في الرياض، على هامش مؤتمر الأطراف COP16 لمكافحة التصحر (ديسمبر 2024).

وتنفيذًا لهذه المذكرة، تم إنشاء لجنة توجيهية تضم ممثلين عن مختلف القطاعات الوزارية المعنية، كما تم اكتتاب مجموعة من الخبراء لصياغة رؤية متكاملة لإنجاح هذا المشروع الطموح.

وتهدف هذه الورشة إلى عرض ومناقشة الخطوط العريضة للدراسة الفنية الأولية التي أعدها شركاؤنا الصينيون، ومشاركتها مع أعضاء اللجنة التوجيهية والمنتخبين المحليين، وتحديد مساهمات واراء كل جهة، بما يمهد لاختيار أنسب المواقع لاحتضان المشروع، ويؤسس لخطة عمل واقعية وتشاركية لاستكمال دراسة الجدوى بنجاح.

و أكد المدير العام أن الوكالة الوطنية للسور الاخضر الكبير شهدت خلال الفترة الأخيرة ديناميكية جديدة تعكس التزامنا الراسخ بتجسيد رؤية فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وتنفيذ السياسات الحكومية الطموحة بقيادة معالي الوزير الأول، السيد المختار ولد أجاي، في مجال البيئة والتنمية المستدامة. وإننا من خلال هذا المشروع الأول من نوعه في بلادنا، نفتح آفاقًا جديدة للتعاون جنوب-جنوب، ونجدد التزامنا بلعب دور محوري في تنسيق ومتابعة مبادرة السور الأخضر الكبير على الصعيدين الوطني والقاري.