
احتضنت قاعة دار الشياب القديمة في نواكشوط، مساء اليوم (الأحد)، مهرجانا نظمه التيار الوطني من أجل العدالة والمساواة، حضرته جموع غفيرة من منتسبي التيار والعديد من الشخصيات السياسية والحقوقية وممثلي هيئات المجتمع المدني والإعلاميين.
وتميز المهرجان بخطاب ألقاه رئيس التيار؛ الزبير ولد امبارك، أكد في مستهله على أهمية شعار اللقاء المتمثل في "وحدتنا قوتنا"؛ مبرزا أن "هذا الخيار لم يأت من فراغ ولا تحت ضغط من احد ولا رغبة في كسب شهرة أو مال ولا تشهيرا باحد بل هو ثمرة سنوات مضت من النصال النبيل في سبيل نيل الحرية واقتلاع حقوقنا المشروعة في العيش الكريم مع إخوتنا وعلى أرض وطننا الحبيب"؛ وفق تعبيره.
وأضاف: " لقد جربنا أن الاصطفاف والسعي الأعمى وراء التيارات المتشددة والحركات العنصرية والشرائحية وما تهدف إليه من رفض للآخر وإثارة لفتنة والكراهية والسعي الى المساس بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والنيل من سمعة الوطن ومصالحه العليا ومقدساته وغيره من الأفكار الظلامية الرجعية لم يكن السبيل الأمثل لنيل حقوقنا والمساهمة الجادة في بناء وطننا بل مجرد شعارات جوفاء كنا نستغل من خلالها من طرف اشخاص همهم الوحيد هو مصالحهم الأنانية الضيقة".
وأكد ولد امبارك أن "موريتانيا ليست ملكاً لأحد، ولن تبقى رهينة لعقد الماضي وموريتانيا الجديدة تتسع للجميع وسيجد كل منا حقوقه كاملة بدون اللجوء إلى القوة ولا إلى العنف اللفظي والجسدي وستشيد بسواعد أبنائها البررة المخلصين في إطار دولة الحقوق والمؤسسات."؛ داعيا إلى ضرورة "تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وتوفير فرص العمل للشباب، و تطوير التعليم، ومكافحة الفساد، و دعم حرية التعبير.
وخلص رئيس التيار الوطني من أجل العدالة والمساواة إلى أن قيادة التيار ومنتسبيه مؤمنون بأهمية المشاركة في الحوار الوطني الشامل المرتقب.
نص الخطاب :
بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين
"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند اللّٰه أتقاكم" صدق اللّٰه العظيم.إخوتي أخواتي في النضال من أجل الانعتاق والحرية، رفاق الدرب أيها الجمع الكريم أحييكم بتحية الإسلام : السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته من هذه القاعة التي تحتضن وجوها لا تعرف الخنوع والاستكانة ولا تركع للظلم والاهانة وأمام هذا الجمهور الغفير نعلن اليوم بصوت عال وبقناعة راسخة وبدون تردد أو تخف أو مجاملة وحدتنا قوتنا إن هذا الخيار لم يأت من فراغ ولا تحت ضغط من احد ولا رغبة في كسب شهرة أو مال ولا تشهيرا باحد بل هو ثمرة سنوات مضت من النصال النبيل في سبيل نيل الحرية واقتلاع حقوقنا المشروعة في العيش الكريم مع إخوتنا وعلى أرض وطننا الحبيب.
لقد جربنا أن الاصطفاف والسعي الأعمى وراء التيارات المتشددة والحركات العنصرية والشرائحية وما تهدف إليه من رفض للآخر وإثارة لفتنة والكراهية والسعي الى المساس بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والنيل من سمعة الوطن ومصالحه العليا ومقدساته وغيره من الأفكار الظلامية الرجعية لم يكن السبيل الأمثل لنيل حقوقنا والمساهمة الجادة في بناء وطننا بل مجرد شعارات جوفاء كنا نستغل من خلالها من طرف اشخاص همهم الوحيد هو مصالحهم الأنانية الضيقة.
إخوتي اخواتيأيها الجمهور الكريمتأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت أفرادا كفى تمزيقا لهذا الوطن، كفى تلاعبا بعواطف هذا الشعب بتقسيمه الى طبقات وفئات وأعراق، كفى متاجرة بالألم وتسويقا للصمت وصنعا للخذلان معا من أجل موريتانيا وطنا لا يقصي أحدا، معا من اجل الحصول الحقوق المشروعة للمواطن بدون تمييز عنصري او قبلي او جهوي ، معا من اجل وطن لا يدار خلف الستار ولا يختزل في لون او نسب او لغة.
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى.أيها الاخوة والأخواتإن التيار الموريتاني من اجل العدالة والمساواة ولد من رحم المعاناة وذاق منتسبيه من يدافعون عنه مرارة الغبن والتهميش لكن أملنا كبير وثقة أكبر في قيادتنا وشعبنا بمختلف مكوناته.ومن هذا المنبر ندعوكم لدعمنا ومآزرتنا والانخراط في مشروعنا الطموح والنبيل، لا للكراهية، لا للاقصاء لا للنصرية ، لا للقبلية السياسية ، لا للجهوية.
نعم للأخوة والتصالح والوحدة واللحمة الاجتماعية.إننا نناشد كل القوى الحية وكل العقلاء ومن تهمهم مصلحة هذا الوطن إننا نخاطب فخامة رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي أطلق قطارا تنموياً يتقدم بثبات، ويُعنى بكرامة الإنسان قبل كل شيء.
وبالمناسبة فنحن نثمن برامج الدعم والمساعدة والمناصرة، التي لامست هموم المحتاج والمهمّش والمغلوب، وهي ليست فقط إجراءات حكومية، بل رسائل إنسانية تؤكد أن في هذا الوطن قلباً لا يزال نابضاً بالرحمة، وعقلاً يُدرك أن بناء الدولة يبدأ بإنصاف الضعفاء.
وإيماناً منا بأن السلطات العليا للبلد لما تولي أهمية لهموم المحتاجين والمحرومين وتسعى الى التخفيف من معاناتهم، تزداد شرعية وقوةومهابة.وبما أننا نناضل من أجل العدالة للجميع ومواطنة لا تتجزاً، وكرامة لا تشترى. نأمل أن تكون القيادة الرشيدة عونا وسندا لنا.
أيها الحضور الكريم،لم يعد السكوت ممكناً، ولا التغاضي مقبولاً فالوطن الذي يُبنى على الظلم، وطن مؤقت، والمجتمع الذي يصمت على التمييز، مجتمع مهدّد بالانهيار.إن موريتانيا ليست ملكاً لأحد، ولن تبقى رهينة لعقد الماضي وموريتانيا الجديدة تتسع للجميع وسيجد كل منا حقوقه كاملة بدون اللجوء إلى القوة ولا إلى العنف اللفظي والجسدي وستشيد بسواعد أبنائها البررة المخلصين في إطار دولة الحقوق والمؤسسات.
إننا ندعو إلى:
* تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية،
* توفير فرص العمل للشباب،
* تطوير التعليم،
* مكافحة الفساد،
* دعم حرية التعبير.
* نومن بأهمية المشاركة في الحوار الوطني الشامل.
شكرًا لكم.
السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
و قد شهد المهرجان مداخلة العديد من أطر التيار ؛ كما شهد الحفل كذلك انضمامات جديدة ، عبر أصحابها عن تثمينهم للدور الريادي الذي يقوم به رئيس التيار الزبير ولد أمبارك.