اختتام الاجتماع  الموريتاني ـ الإسباني رفيع المستوى في نواكشوط (تقرير مصور)

أربعاء, 2025-07-16 21:01

اختتمت، مساء اليوم (الأربعاء) في مركز المختار ولد داداه الدولي للمؤتمرات بنواكشوط، أعمال الاجتماع الأول رفيع المستوي بين موريتانيا وإسبانيا، الذي تميز بتنظيم مجلس الأعمال الموريتاني-الإسباني، بإشراف كل من رئيس الجمهورية؛ محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيس الحكومة الإسبانية؛ بيدرو سانشيز.

وتم خلال الجلسة الختامية للاجتماع تقديم إعلانات هامة وتعهدات، من أبرزها تخصيص إسبانيا حزمة مالية بقيمة 200 مليون يورو لدعم الاستثمارات الإسبانية في موريتانيا، وإطلاق منصة “القنطرة” الرقمية لتكون جسرًا مباشرًا بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين.

وألقى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني خطابا أمام الجلسة الختامية، أكد فيه أن هذا المنتدى يمثل "محطة مهمة تعكس التزام القطاع الخاص بلعب دوره الكامل في تعزيز التعاون الثنائي القائم على صداقة راسخة وعلاقات سياسية نموذجية".

وجاء في نص الخطاب الرئاسي:

"أشكر القطاع الخاص الموريتاني والإسباني على تنظيم هذا الحدث الذي يشكل فرصة للتعارف والتبادل بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين.

إن هذا الحدث يمثل في نظري محطة مهمة، ويعكس التزام القطاع الخاص بلعب دوره الكامل في تعزيز التعاون الموريتاني – الإسباني القائم على صداقة راسخة وعلاقات سياسية نموذجية.

أشجعكم بقوة على المضي قدمًا والإسراع في إقامة مشاريع مشتركة، فالإطار العام ملائم والإرادة السياسية متوفرة وفرص الاستثمار كثيرة ومتنوعة.
إن موريتانيا اليوم ورشة مفتوحة توفر باقة واسعة من الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاعات الإنتاجية مثل الصيد والزراعة والتنمية الحيوانية والصناعات الاستخراجية والتعدينية والبنى التحتية من طرق وجسور ومطارات ومبانٍ عمومية، وكذلك في قطاعي الخدمات والغاز والمعادن.
إن لكلّ من موريتانيا وإسبانيا إيمانًا راسخًا بالدور المحوري الذي يلعبه القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، ولهذا فهما يلتزمان عبر حكومتيهما بمرافقتكم وتسهيل الإجراءات أمامكم ورفع أية عراقيل أو تعقيدات إدارية قد تعترض طريقكم. إنكم تحظون بدعمنا الكامل؛ فاغتنموا هذه الديناميكية وحولّوها إلى إنجازات ملموسة تعود بالنفع على شعبينا الصديقين.

ختامًا، أتوجه بجزيل الشكر إلى كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث، وأجدد ترحيبي بفخامة رئيس الحكومة الإسبانية، متمنيا له وللوفد المرافق إقامة طيبة في بلدهم الثاني موريتانيا وعودة ميمونة، سيدي الرئيس، وأعلن، على بركة الله، اختتام أعمال منتدى الأعمال الموريتاني-الإسباني.
أشكركم، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح".

أما رئيس الحكومة الإسبانية؛ بيدرو سانشيز، فأعلن في خطاب له يذات المناسبة، عن سلسلة من الإجراءات العملية لترجمة الإرادة السياسية إلى واقع اقتصادي.

وأعلن سانشيز عن حزمة طموحة بقيمة 200 مليون يورو لدعم الاستثمارات، تتوزع بين قروض للمشاريع الخضراء وتمويل دراسات الجدوى وأدوات لتغطية المخاطر وتسهيل تنفيذ المشاريع، خاصة في مجال تحول الطاقة.

كما أعلن أنه اعتبارًا من الأول من سبتمبر سيكون لإسبانيا أول ممثل اقتصادي وتجاري لها في موريتانيا، بهدف مساندة جهود السفارة ودعم الشركات الإسبانية على الأرض".

وأشاد رئيس الحكومة الإسبانية بالعلاقات المتنامية بين بلاده وموريتانيا؛ مؤكدا أن "إسبانيا هي بالفعل الزبون الأول والمورد الثالث لموريتانيا من بين جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”، مع وجود هامش واسع لتكثيف وتنويع هذه الروابط.

وأعرب سانشيز عن رغبة بلاده في توسيع مبادرة "تحالف إفريقيا تتقدم" لتشمل موريتانيا والاستفادة من مبادرة  "البوابة العالمية" الأوروبية لتمويل مشاريع استراتيجية في البنية التحتية والطاقة.
وكانت أشغال منتدى الأعمال الموريتاني الإسباني قد انطلقت صباح اليوم تحت رئاسة معالي وزير الاقتصاد والمالية، السيد سيد أحمد ولد أبوه، بحضور ممثلين عن القطاعين العام والخاص من كليْ البلدين.

وكان وزير الاقتصاد والمالية سيد أحمد ولد ابوه قد عبر، في كلمته بالمناسبة، عن سعادته بافتتاح أعمال المنتدى على هامش الاجتماع رفيع المستوى الأول بين موريتانيا وإسبانيا برئاسة  رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ومعالي رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز.

وشكر الشركاء الاسبان على حضورهم القيم، وعلى التزامهم المتجدد بدعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين، مبينا أن هذا المنتدى يأتي في لحظة حاسمة لتعزيز الحوار الاقتصادي الثنائي وتحفيز الاستثمارات وبناء شراكات استراتيجية قوية بين القطاعين الخاصين في البلدين.

وقال إن "موريتانيا تسعى في ظل قيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني إلى تهيئة مناخ استثماري جاذب من خلال إصلاحات هيكلية شملت إنشاء وكالة وطنية لترقية الاستثمار لتأطير ودعم المستثمرين، وتحديث مدونة الاستثمار، وإصدار قانون جديد للشراكة بين القطاعين العام والخاص".

بدوره رحب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية؛ الشيخ العافية ولد محمد خونا، فرحب بالوفد الإسباني؛ منوها بالتحضير الجيد لهذا المنتدى الذي يشكل فرصة كبيرة لمؤسسات القطاع الخاص الموريتانية والإسبانية للعمل معا على تعزيز التعاون والتكامل فيما بينهما وبناء شراكات مربحة قائمة على المنفعة المتبادلة والتكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين.

وأوضح أنه من أجل تحقيق الأهداف المنشودة في هذا المجال عملت غرفة التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية مع بعض الغرف الإسبانية على إنشاء مجلس أعمال موريتاني إسباني سنة 2023، أشرف رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز على الانطلاقة الرسمية لأعماله، وذلك على هامش زيارة الصداقة والعمل التي أداها الأخير لموريتانيا 2024م.

 رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين؛ محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، أكد، من جانبه، أن "وجود هذا الوفد الكبير من إسبانيا اليوم في نواكشوط، لا يندرج فقط في إطار الدبلوماسية، بل يأتي امتدادا لعلاقة عريقة غذتها قرون من التبادل الإنساني والاقتصادي والثقافي"؛ لافتا إلى أن "موريتانيا وإسبانيا لا تجمعهما مجرد الجغرافيا القريبة فقط بل يربطهما تاريخ ثري وجوار طبيعي ومستقبل مشترك ينبغي بناؤه".


وقال: "إننا اليوم نعيش في عالم تحكمه التكتلات الاقتصادية الكبرى، وسلاسل القيمة العابرة للحدود، والسعي نحو شراكات استراتيجية مما يستدعي توحيد العلاقات الاقتصادية وبناء مشاريع مشتركة وتطوير شراكات مع الفاعلين الاقتصاديين فيها لدفع علاقاتها نحو آفاق جديدة، مثمنا الإرادة المشتركة لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الإسبانية في إعطاء دفع واضح لعلاقتنا الثنائية".

أما المدير الدولي لغرفة التجارة الإسبانية؛ خايمي مونتالفو، فأعرب عن سعادته بإقامة المنتدى الموريتاني الاسباني، منوها بالدور الذي يلعبه المنتدى في إرساء التعاون بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين؛ فيما  أكدت أليسيا فاريل؛ المديرة العامة للتجارة الدولية والاستثمار باسبانيا، فأوضحت أن هذا اللقاء، الأول من نوعه بين موريتانيا وإسبانيا، سيسهم في مزيد من الشراكة والتعاون؛ مبرزة أن انعقاد هذا اللقاء الاقتصادي هو دلالة لمستوى العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية.
وتميزت الجلسة بالإطلاق الرسمي لمنصة “قنطرة” من طرف  وزير الاقتصاد والمالية؛ سيد أحمد ولد أبوه؛ حيث تولى تقديم المنصة  محمد ولد الوالد، رئيس مجلس الأعمال الموريتاني الإسباني؛ مبينا أنها توفر مساحة تفاعلية لعرض الفرص الاستثمارية، وربط الشركات، وتسهيل الوصول إلى المعلومات الاقتصادية، مما يعزز من ديناميكية الشراكة بين البلدين.