
قُتل أكثر من ثلاثين شخصاً بهجوم مسلح شنته "القوات الديموقراطية المتحالفة" مساء السبت على كنيسة كاثوليكية في بلدة كوماندا بمقاطعة إيتوري شمال شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، بحسب ما أفاد مسؤولون محليون ورجال دين.
ويعد هذا الهجوم الأخطر منذ شهور حيث يعيد المخاوف من تصاعد العنف في المنطقة الحدودية مع أوغندا.
وذكرت مصادر كنسية ومحلية أن الهجوم الذي وقع ليلاً استهدف كنيسة "أنواريت المقدسة" وأوقع 31 قتيلاً من أعضاء حركة الحملة الإفخارستية وستة جرحى إصاباتهم بالغة، في حين اُبلغ عن خطف عدد من الشبان ولا تزال مصائرهم مجهولة.
وأفاد شهود بأن إطلاق النار اندلع عند التاسعة ليلاً تقريباً، حيث تم حتى الآن حصر 35 جثة في محيط الكنيسة والبلدة.
وصرح المنسق في منظمة "اتفاقية احترام حقوق الإنسان" الحقوقية أن الحصيلة قد تبلغ 38 قتيلاً، مُحملاً المتمردين مسؤولية الجريمة، فيما أكد متحدث عسكري محلي وقوع الهجوم ورجّح وقوف "القوات الديموقراطية المتحالفة" خلفه.
يأتي الهجوم بعد أشهر من الهدوء المتقطع في مقاطعة إيتوري، حيث لم تسجل عمليات واسعة منذ فبراير الماضي، عندما قُتل 23 شخصاً في هجوم مماثل بمنطقة مامباسا. وعبّر وزير الخارجية الإيطالي عن إدانته الشديدة، مشدداً على ضرورة صيانة أماكن العبادة وحماية الحريات الدينية.
وتعد بلدة كوماندا مركزاً تجارياً هاماً يربط ثلاث مقاطعات شرقية (تشوبو، شمال كيفو، مانيما)، ويجعلها عرضة للنزاعات المتكررة بحكم موقعها الاستراتيجي.
وتنشط "القوات الديموقراطية المتحالفة" المكونة من متمردين أوغنديين سابقين وتحمل ولاءً لتنظيم الدولة الإسلامية (ولاية وسط إفريقيا)، في مناطق شاسعة من شمال شرق الكونغو، حيث نفذت عمليات قتل ونهب واسعة النطاق رغم العمليات العسكرية المشتركة بين الكونغو وأوغندا منذ 2021، والتي لم تفلح بعد في وقف الهجمات الدامية.
وتسببت هذه الهجمات خلال السنوات الماضية في مقتل آلاف المدنيين، كما أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن بعضها منذ 2019، مما ساهم في تعقيد الوضع الأمني والإنساني في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية.