السفير المغربي في نواكشوط "الشراكة المغربية الموريتانية نموذجية إقليميا وقاريا"

أربعاء, 2025-07-30 23:53

أكد سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا؛ حميد شيار، أن العلاقات الثنائية التي "تجمع المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة علاقات أخوية متميزة قائمة على وشائج الأخوة والقربى وروابط الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك، وترتكز على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة في التعاون المثمر والبنّاء"؛ وفق تعبيره.

وقال شبار، في خطاب ألقاه خلال الحفل الذي أقامته السفارة المغربية، مساء الأربعاء، بمناسبة ذكرى عيد العرش، إن علاقات البلدين "تستمد قوتها من الحرص الدائم لقائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس، وأخيه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، على رسم آفاقٍ واعدة لشراكة مغربية موريتانية نموذجية قادرة على رفع التحديات التي تُواجه البلدين الشقيقين في فضائهما الإقليمي والقاري وتستجيب لطموحات الشعبين الشقيقين".

ونوه شبار بما وصفه بـ"اللقاء الأخوي التاريخي، في العشرين من دجمبر 2024، بالدار البيضاء، بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس و أخيه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث أعطى هذا اللقاء دُفْعة قوية وزخما جديدا للعلاقات الثنائية محددا خارطة الطريق ومسطرا لأفق الشراكة بين البلدين".

وتحدث السفير المغربي عن مناسبة هذا الحفل؛ مبينا أن ذكرى عيد العرش تصادف، هذه السنة، "مرور ستة وعشرين سنة على تربُّع أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، على عرش أسلافه المنعمين، وهي مناسبة لاستحضار حصيلة أكثر من رُبع قرن من العطاء المستمر والانجازات المشهودة ، نجحت من خلالها المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس ، في تحقيق نجاحات لا تُخطئها عينٌ مما مكنها من تحقيق ثورة هادئة ارتكزت أساسا على رفع تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع تحصين الوحدة الترابية للمملكة".

وأضاف أن "تلك الانجازات التي ارتقَت بالمملكة إلى مصاف نادي الدول الصاعدة اقتصاديا والمؤثرة سياسيا ودبلوماسيا في المحيطين الإقليمي والدولي".

سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا؛ حميد شيار

نص الخطاب:

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

معالي السيد وزير الشؤون الخارجية التعاون الأفريقي والموريتانيين في الخارج،

أصحاب المعالي الوزراء، معالي السيد الأمين العام وأعضاء الوفد الرسمي،

أصحاب السعادة السفراء وممثلي الهيئات والمنظمات الدولية المعتمدين بنواكشوط،

السادة ممثلو السلطات المدنية والعسكرية، السيدات والسادة المنتخبون والسادة رؤساء وممثلو الأحزاب والهيئات السياسية ،

أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ الأجلاء، السيدات والسادة رجال الأعمال الإخوة والأخوات أعضاء الجالية المغربية المقيمة بموريتانيا،

السادة ممثلي المجتمع المدني والإعلام،

أيها الحضور الكريم،

إنه لمن دواعي الغِبطة والسرور أن أرحب بكم ضيوفنا الكرام وأن أتقدم لكم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان على حضوركم معنا لمشاركتنا فرحة الاحتفال بالذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المُنعَمين.

حضرات السيدات والسادة،

تُصادف الاحتفالات بذكرى عيد العرش المجيد هذه السنة مرور ستة وعشرين سنة على تربُّع أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على عرش أسلافه المنعمين، وهي مناسبة لاستحضار حصيلة أكثر من رُبع قرن من العطاء المستمر والانجازات المشهودة ، نجحت من خلالها المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في تحقيق نجاحات لا تُخطئها عينٌ مما مكنها من تحقيق ثورة هادئة ارتكزت أساسا على رفع تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع تحصين الوحدة الترابية للمملكة.

تلك الانجازات التي ارتقَت بالمملكة إلى مصاف نادي الدول الصاعدة اقتصاديا والمؤثرة سياسيا ودبلوماسيا في المحيطين الإقليمي والدولي.

وتَكْمُن قوة المملكة في خلق مبادرات وإطلاق مشاريع كبرى تشمل العديد من المجالات مكَّنتْ من بناء اقتصاد متنوع وديناميكي وصناعة متطورة.

كل هذا مدعوم باستقرار سياسي ومؤسساتي و دبلوماسية حكيمة وفاعلة. على المستوى الاقتصادي، وإلى جانب أهمية القطاعات التقليدية كالزراعة والسياحة والتعدين والصناعة التقليدية، نجح المغرب خلال الربع الأول من القرن الحالي، في التحول إلى منصة صناعية ولوجيستية رائدة بَوَّأَتْهُ الصدارة أفريقيا و عربيا، كأول منتج ومُصدِّر للسيارات و قِطع غيار الطائرات بالإضافة إلى استثمارات ضخمة في قطاعات البِنية التحتية والتكنولوجيات الحديثة ذات القيمة المضافة العالية.

على المستوى الدبلوماسي، المعروف على الدبلوماسية المغربية تحت قيادة صاحب الجلالة، نصره الله، كونها تتميز بالحكمة والرزانة والاستباقية. وباعتبارها مملكة عريقة، ترتبط المملكة بعلاقات ضاربة في القِدَم مع الدول العظمى وتربطها علاقات متميزة ومتجذرة مع محيطها العربي والإسلامي والإفريقي، مع إيلاء أهمية خاصة للقضايا العربية الاسلامية و على رأسها القضية الفلسطينية وكذا لقضايا التنمية والتعاون جنوب-جنوب. ومما يعكس نجاعة الدبلوماسية المغربية تحت قيادة جلالة الملك، نصره الله، نجاح المملكة في نَيلْ ثقة المجتمع الدولي كفاعل جدي موثوق فيه وموثوق به.

ولا يختلف إثنان أن هذا الوضع الاعتباري الذي تحظى به المملكة اليوم مَكَّنَها، فيما يخص ملف وحدتها الترابية، من حشد دعم متزايد وغير مسبوق لمبادرة الحكم الذاتي. حيث تَعتبرُ ما يناهز، اليوم، 120 دولة، بما فيها ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا) مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية بمثابة الحل الوحيد الواقعي والجدي لوضع حد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، فضلا عن فتح أكثر من ثلاثين دولة شقيقة وصديقة لقنصلياتها في مدينتي العيون والداخلة.

ويُجْمِعُ اليوم جل المتتبعين لهذا النزاع المفتعل على أن الانجازات غير المسبوقة التي حققتْها الدبلوماسية المغربية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة نصره الله، تَصُبُّ كلها لا محالة في اتجاه الطَّيّْ النهائي لهذا النزاع المفتعل.

ومن مظاهر الإبداع والقوة الاقتراحية في السياسة الخارجية للمملكة، لابد من التنويه بترجمة التعاون جنوب-جنوب، كخيار استراتيجي في رؤية صاحب الجلالة، لمشاريع مهيكلة وملموسة من قَبيل المبادرة الملكية الأطلسية و مبادرة تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي وكذا المشروع الاستراتجي الهام أنبوب الغاز الأفريقي الأطلسي، وهي كلها مشاريع مُهيكلة ملموسة ستعود بالنفع الوفير على البلدان والشعوب الأفريقية المَعْنِية وتُعطي محتوى وعائدا تنمويا ملموسا لمبدأ التعاون والتضامن جنوب-جنوب.

كما أن جهود المملكة في مجال الدبلوماسية الناعمة، التي تتجسد على الصعيدين الثقافي والرياضي، مكَنتها من استقطاب العديد من التظاهرات الرياضية العالمية والقارية على رأسها تنظيم كأس العالم 2030 مع أسبانيا والبرتغال وقبله تنظيم كأس أفريقيا للأمم 2025 وعدة بطولات أفريقية خاصة بالفئات النسوية والفتيان.

وقد توجت تلك الجهود، مؤخرا، بافتتاح المقر الإقليمي الأفريقي للفيفا بمدينة الرباط. أيها الحضور الكريم: بخصوص العلاقات الثنائية، تجمع المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة علاقات أخوية متميزة قائمة على وشائج الأخوة والقربى وروابط الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك، وترتكز على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة في التعاون المثمر والبنّاء.

و تستمد هذه العلاقات قوتها، من الحرص الدائم لقائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وأخيه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، على رسم آفاقٍ واعدة لشراكة مغربية موريتانية نموذجية قادرة على رفع التحديات التي تُواجه البلدين الشقيقين في فضائهما الإقليمي والقاري وتستجيب لطموحات الشعبين الشقيقين. وتُوِّجتْ تِلْكُمْ العلاقات باللقاء الأخوي التاريخي، في العشرين من دجنبر 2024، بالدار البيضاء، بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أخيه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث أعطى هذا اللقاء دُفْعة قوية وزخما جديدا للعلاقات الثنائية محددا خارطة الطريق ومسطرا لأفق الشراكة بين البلدين.

وقد أكد كل من البيان الصادر عن الديوان الملكي والبيان الصادر عن رئاسة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بهذه المناسبة، على أن قائدا البلدين ثمنا التطور الايجابي الذي تعرفه الشراكة بين البلدين في جميع المجالات كما أكدا حرصهما على تطوير مشاريع إستراتيجية للربط بين البلدين الجارين والدفع بهذه العلاقات لارساء شراكة قوية وتضامنية. ولا يَخفى على الحضور الكريم أن المغرب وموريتانيا بحكم موقعهما الجغرافي المتميز كصلة وصل بين فضاءات متعددة، فضلا عن استقرارهما وحِكمة قائديْهِما وباعتبارهما شريكين موثوقين لدى الشركاء الدوليين، مدعوان للعب أدوار طلائعية في استقرار وتنمية فضائهما الإقليمي. كما تعلمون، المملكة المغربية والجمهورية الاسلامية الموريتانية يتمتعان بواجهة أطلسية تمتد على أكثر من 3700 كلم و هو ما يناهز 15 % من الواجهة الأطلسية لأفريقيا كما أن البلدين يتوفران على مؤهلات مشتركة ومتكاملة، فضلا عن آفاق اقتصادية واعدة، تمكنهما من التحول إلى فضاء فعال وداعم أساسي للأمن والاستقرار والتنمية في الغرب الأفريقي والساحل.

وبناءً على هذه المعطيات الموضوعية، فإن الرؤية المتبصرة والحكيمة لقائديْ البلدين والمتمثِّلة في بناء شراكة استراتيجة قائمة على مشاريع مهيكلة ملموسة تربط بين البلدين الجارين الشقيقين و قد بدأ تفعيلها منذ سنوات بل و بدأت تعطي ثمارها ومنها مشروع الربط الكهربائي و مشروع الربط الغازي عبر أنبوب الغاز الأفريقي الأطلسي –نجيريا-المغرب-، ناهيك عن مشاريع الربط الطرقي والبحري والرقمي والجوي بالإضافة إلى مواكبة بورصة الدار البيضاء لمشروع إنشاء بورصة القيم بنواكشوط.

على المستوى المؤسساتي، عرفت العلاقات بين بلدينا دينامية جد إيجابية خلال السنوات الأخيرة، ترجمت على المستوى السياسي والمؤسساتي بتبادل كثيف للزيارات بين مسؤولي البلدين، ما يناهز 100 زيارة في الثلاث سنوات الأخيرة. كما لا يخلو قطاع من القطاعات من مشاريع تعاون ملموسة تهم الدعم التقني والتكوين و تبادل الخبرات. كما أن الاستعدادات جارية على قدم وساق لعقد الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة بين البلدين قبل متم السنة الجارية .

على الصعيد الاقتصادي، وجب التذكير أن المغرب يعتبر أول مورد لموريتانيا وأول مستثمر على المستوى الأفريقي وتحضر الشركات المغربية في موريتانيا في قطاعات مهمة كالاتصالات والمحروقات والأبناك والأسمنت و مواد البناء، وعرفت هذه السنة قدوم شركة مغربية جديدة في مجال النظافة وتدبير النفايات المنزلية وهناك شراكات أخرى في طور الانجاز بين فاعلين اقتصاديين مغاربة وموريتانيين في مجالات متعددة كالطاقة والفلاحة والتعدين والصناعة.

وشكلت تظاهرتي "أسبوع المغرب بموريتانيا" ( نهاية أبريل 2025) و المنتدى البرلماني الاقتصادي المغربي الموريتاني، بداية شهر ماي الماضي، فرصة للفاعلين المؤسساتيين ولرجال الأعمال المغاربة ونظرائهم الموريتانيين، للتعبير عن انخراطهم في النهوض بمستوى التعاون الاقتصادي بين البدين وترجمة ذلك إلى مشاريع رابح-رابح تعود بالنفع على اقتصاديات البلدين.

ولا تفوتني هذه السانحة دون أن أنوه بالحضور المكثف والفاعل والبارز للدبلوماسية الموريتانية، بقيادة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، في المحافل الدولية والإقليمية، حضور توج برئاسة ناجحة للاتحاد الأفريقي وبانتخاب السيد سيدي ولد التاه على رأس البنك الأفريقي للتنمية.

و لا أختم كلمتي هذه دون الإشادة بالعلاقات المتينة التي تجمع الشعبين المغربي والموريتاني التي تترجم على مستويات عدة كالتعاون في المجال الثقافي والأكاديمي، إذ يبقى المغرب أول وجهة للطلبة الموريتانيين كما سجلنا في السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا للطلبة المغاربة للتسجيل في الجامعات والمعاهد الموريتانية.

كما وجب التنويه بالدور الذي يقوم به المركز الثقافي المغربي بنواكشوط في تعزيز الروابط الثقافية بين الشعبين الشقيقين والحفاظ على الموروث اللامادي المشترك. وجبت الإشادة في هذا الباب بالدور المتميز الذي ما فتئ يلعبه شيوخنا الأجلاء ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة–فرع موريتانيا، في ربط الجسور وتقوية الوشائج الروحية بين البلدين الشقيقين.

وفي الختام، أستغل هذه السانحة لأتوجه بالشكر والتنويه إلى الجالية المغربية المقيمة بموريتانيا على اندماجها في هذا البلد الشقيق وهم بين أهلهم وذويهم وعلى انخراط أفرادها في المسيرة التنموية التي يعيشها هذا القطر الشقيق، شاكرا وممتنا للسلطات الموريتانية المختصة على كل ما تقدمت به وتقدمه لتسهيل ظروف إقامتهم وعملهم ببلدهم الثاني.

عاشت المملكة المغربية

عاشت الجمهورية الإسلامية الموريتانية

عاشت الأخوة المغربية الموريتانية.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

جرى الحفل بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، السيد محمد سالم ولد مرزوك، و وزيرة التجارة والسياحة، السيدة زينب بنت أحمدناه، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، السيد يعقوب أمين، و مستشار برئاسة الجمهورية و مستشارة بالوزارة الاولى و المدير العام للتعاون الثنائي بوزارة الشؤون الخارجية ، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في نواكشوط، وممثلين عن الهيئات الدولية، وشخصيات مدنية وعسكرية، وأعضاء من الجالية المغربية المقيمة بموريتانيا، ولفيف من الإعلاميين .