
في إطار الأسبوع الوطني للشجرة، الذي يُنظَّم هذه السنة تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أدت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، السيدة مسعودة بنت بحام ولد محمد لغظف، زيارة ميدانية شملت محطات متعددة بولاية لعصابة، يوم الإثنين 4 أغسطس 2025، وذلك ضمن الحملة الوطنية للتشجير والبذر المباشر على طول مسار السور الأخضر الكبير.
وقد رافق الوزيرة في هذه الزيارة كل من والي الولاية، السيد أحمد ولد أخطيره، والمدير العام للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير، السيد سيدنا ولد أحمد اعل، إلى جانب السلطات الإدارية والمنتخبين المحليين، وممثلي الشركاء الفنيين والماليين.
استُهلّت الزيارة بتفقد سوق المنتجات الغابوية غير الخشبية بقرية فم لخظيرات، وهو إنجاز تنموي نفذته الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير سنة 2024 ضمن مشروع التكيّف مع التغيرات المناخية في المناطق الرطبة، المموّل من الصندوق العالمي للبيئة (FEM) والمنفذ بالشراكة مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (UICN).
ويضم هذا السوق خمس مستودعات لتخزين وعرض منتجات بيئية محلية، من ضمنها أعشاب طبية، وصناعات غذائية تقليدية، وحرف نسوية، مما أتاح لخمس تعاونيات نسوية تضم أكثر من 100 امرأة ريفية فرصًا جديدة في التكوين والإنتاج والتسويق، بفضل تدخلات نوعية من الوكالة تهدف إلى تعزيز سلاسل القيمة البيئية وتمكين النساء اقتصادياً.
كما تم في هذا الموقع توزيع عدد من الشتلات على المستفيدات، ضمن خطة تشاركية لإشراك النساء في جهود التشجير المحلي وتحقيق التنمية البيئية المستدامة.
وفي محطة أخرى، أشرفت الوزيرة على إطلاق حملة غرس الأشجار على ضفاف تامورت بوگاري، التابعة لبلدية أغورط، وهي منطقة رطبة ذات أهمية بيئية واستراتيجية قصوى.
وقد قدّمت الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير عرضًا علميًا مفصلًا حول الخصائص البيئية الفريدة لهذا النظام، الذي يغطي مساحة 800 هكتار ويُعد خزانًا بيولوجيًا حيويًا يضم:
• 95 صنفًا من النباتات المحلية
• 82 نوعًا من الأشجار المثمرة والعلاجية
• 25 نوعًا من الطيور المائية
• 4 أنواع من الحيتان الصغيرة
• وجود نادر للتماسيح النيلية والقردة الحمراء المهددة بالانقراض
ويمثل هذا النظام البيئي دعامة أساسية للتنوع البيولوجي، ومجالًا واعدًا للسياحة البيئية والتنمية المحلية المرتكزة على الاستدامة.
كما تابعت الوزيرة مراحل حملة التشجير والبذر المباشر التي تنفذها الوزارة والمندوبية الجهوية بالتعاون مع بلدية أغورط، حيث تم توزيع مئات الشتلات على المدارس والمؤسسات والمواطنين، في إطار خطة تهدف إلى غرس أكثر من 23 ألف شجيرة خلال هذا الأسبوع.
وأكد المندوب الجهوي للبيئة، السيد محمد الأمين ولد سنيكه، أن العملية تشمل شقين: الأول يخص المرافق العمومية (أشجار الظل)، والثاني يستهدف المحميات الرعوية في الأرياف، مشيرًا إلى أن المشتلة الجهوية التابعة للوكالة وفّرت 11 نوعًا نباتيًا مخصصًا لهذه الأهداف.
وفي ختام الزيارة أوضحت الوزيرة في تصريح صحفي أن هذه الأنشطة تجسّد رؤية فخامة رئيس الجمهورية الرامية إلى استنهاض الوعي الوطني بأهمية استعادة التوازن البيئي، مشيدة بالدور المحوري الذي تلعبه الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير في قيادة وتنفيذ برامج الاستصلاح البيئي، وتمكين المجتمعات الريفية، والارتقاء بالموارد الطبيعية نحو تنمية مستدامة ومنصفة.
وأكدت أن الشجرة اليوم تمثل رمزًا للمقاومة البيئية، وأداة فعالة في مكافحة التصحر وتحسين جودة الحياة.