
محمد الزلاوي
في عالم السياسة والعلاقات الدولية، يُعتبر التراجع عن القرارات خطوةً محفوفةً بالمخاطر، إذ تُضعف مصداقية صانع القرار وتُقوّض ثقة الرأي العام.
كشف إنذار الرئيس ترامب لروسيا – الذي تقلص من 50 يومًا إلى 10 أيام فقط – عن عمق الأزمة الأمريكية في أوكرانيا. فبينما تواصل القوات الروسية تقدمها العسكري، تخسر القوات الأوكرانية مواقع استراتيجية واحدة تلو الأخرى.
ففي مطلع أغسطس 2025، سقطت مدينة تشاسيف يار شديدة التحصين، مما فتح الطريق أمام التقدم الروسي نحو العمق الأوكراني.وفي 12 أغسطس 2025، حققت القوات الروسية أحد أبرز اختراقاتها العسكرية لهذا العام، حيث تقدمت قرابة 10 كيلومترات داخل منطقة دونيتسك، محاصرةً مدن كوستيانتينيفكا ودوبروبيليا وبوكروفسك. جاء هذا التطور قبل ثلاثة أيام فقط من القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين .وفي منطقة زابوريزيا، تتواصل الضربات الروسية المكثفة، مُخلّفةً خسائر كبيرة في صفوف القوات الأوكرانية. ويُرجّح أن يكون تعديل الإدارة الأمريكية لمهلة الإنذار ناتجًا عن هذا الوضع الميداني المتفاقم والكارثي الذي يواجه الحليف الأوكراني.
تُعد هذه القمة لحظة فارقة قد تحدد مصير الصراع الأوكراني وتمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة.من المقرر أن تُعقد القمة يوم 15 أغسطس 2025، ويبدو أن الرئيس ترامب مصمم على تسوية الصراع عبر تبادل الأراضي، حيث صرح بأنه “لا بد من تبادل الأراضي” بين كييف وموسكو لإنهاء الصراع، قائلًا: “هناك خياران: إما الاستمرار في القتال أو التوصل إلى اتفاق.”من الجانب الروسي، يبدو التنازل عن المناطق المدرجة في الدستور الروسي ضربًا من المستحيل.
بعد إعلان ضمّهم رسميًا ودستوريا وتأكيد الولاء الشعبي للسكان المحليين الناطقين بالروسية من خلال عدد من الاستفتاءات وخصوصا بعد تأثرهم بالأحداث والانقسام السياسي لسنة 2014.
وهي خمسة مناطق:جمهورية دونيتسك الشعبيةجمهورية القرمجمهورية لوغانسك الشعبيةمنطقة زابوريزهمنطقة خيرسونلكن المتتبع يدرك أن القوات الروسية تحتفظ بالكثير من النقاط خصوصا في المناطق الحدودية وخارج المناطق المنصوصة في الدستور كمنطقة سومي وكاركيف، وهذه النقاط قد تعيدها روسيا في إطار تسوية شاملة.قد تُغير قمة ألاسكا وجه العالم وتُعيد رسم الخرائط الجيوسياسية. فهل ستنجح قمة ألاسكا في تحقيق السلام؟ وهل ستكون محطة تاريخية تُعيد رسم التحالفات العالمية؟
باحث في العلوم السياسية