
تشهد العاصمة الموريتانية، نواكشوط، مند يوم الأحد الموافق 21 شتنبر 2025، حراكاً تنموياً وبيئياً لافتاً، تمثل في إطلاق حملة نظافة وتوعية واسعة النطاق استهدفت عشرات المؤسسات التعليمية والأحياء السكنية في ولايات العاصمة الثلاث: الولاية الغربية و الولاية الجنوبية والولاية الشمالية. هذه المبادرة الطموحة، التي تستمر لغاية السادس من أكتوبر، تأتي في إطار التحضيرات المكثفة لاستقبال العام الدراسي الجديد 2025 - 2026، المقرر افتتاحه يوم السادس من أكتوبر المقبل.
تقود شركة "أرما موريتانيا"، الجهة المكلفة بنظافة نواكشوط، هذه الحملة بالتعاون الوثيق مع السلطات المحلية والوزارة المنتدبة المكلفة بترقية اللامركزية والتنمية المحلية التي تشرف على فعالياتها. وتؤكد هذه الشراكة الأهمية القصوى التي توليها الدولة لتهيئة بيئة تعليمية صحية ومحفزة لطلابها.
رؤية حكومية وتنسيق رفيع المستوى
لم تكن هذه الحملة وليدة الصدفة، بل جاءت تتويجاً لسلسلة من الاجتماعات التحضيرية رفيعة المستوى. فلقد ترأست معالي وزيرة التربية وإصلاح النظام التعليمي، الدكتورة هدى باباه، جلسات عمل مكثفة مع ولاة نواكشوط والمديرين الجهويين للقطاع، وذلك بهدف وضع اللمسات الأخيرة على خطط الدخول المدرسي الجديد وضمان جاهزية كافة المؤسسات التعليمية. هذه الجهود المشتركة تعكس التزاماً حكومياً راسخاً بضمان انطلاقة سلسة وناجحة للعام الدراسي.
تغطية جغرافية واسعة وتعبئة مجتمعية
توزعت فرق العمل الميدانية على امتداد ولايات العاصمة الثلاث، مستهدفةً مؤسسات تعليمية حيوية، ومجسدة بذلك روح الشراكة المجتمعية وتكريس ثقافة النظافة.
في ولاية نواكشوط الغربية (مقاطعة تفرغ زينة): انطلقت فعاليات الحملة من ساحة الحي الجامعي، وشملت عمليات التنظيف والتحسيس تسع مؤسسات تعليمية محورية هي: مدرسة الحاج محمود با، مدرسة صال آمادو، مدرسة عبد الرحمن النقلي، مدرسة الحيار، مدرسة سيدي عبد الله الحاج إبراهيم، ليسه تفرغ زينة، مدرسة الامتياز 4، ثانوية البنات، ومدرسة محمد محمود حمادي. وقد شهدت هذه المرحلة تعبئة كبيرة من الفرق الميدانية والجمعيات المحلية.
في ولاية نواكشوط الشمالية: تركزت الجهود في توجنين على مدارس بواحديده وملح، بما في ذلك مدرسة ولد اعمر طالب (بواحديده الجنوبي)، مدرسة مولود (بواحديده الجنوبي)، مدرسة السلام (حي ملح)، ومدرسة ولد احبيب (حي ملح)، كما انطلقت الفرق من ثانوية دار النعيم 2، بتضافر جهود الفرق البلدية والجمعيات الشبابية لتنظيف الساحات والأحياء المجاورة.
في ولاية نواكشوط الجنوبية (مقاطعة عرفات): اتخذت الحملة من مدرسة حمزة بن عبد المطلب نقطة انطلاقتها، بمشاركة مدرسة الحسين.
تكامل التكنولوجيا الحديثة ورؤية الاستدامة
هذا وتلتزم الشركة بتزويد العاصمة في الأيام القادمة بأحدث الابتكارات التكنولوجية ضمن رؤية "أرما موريتانيا" الشاملة. وتشمل الخطة أنظمة تتبع مباشر للشاحنات عبر نظام تحديد المواقع (GPS)، وحاويات ذكية مزودة بشرائح إلكترونية، إضافة إلى تطبيق هاتفي يتيح للمواطنين الإبلاغ عن النقاط السوداء ومتابعة معالجة شكواهم. هذا الدمج بين العمل الميداني والتقنيات الحديثة يهدف إلى تعزيز الفعالية والشفافية في إدارة النفايات.
إنها رؤية طموحة تسعى لترسيخ ثقافة بيئية مستدامة تقوم على الوعي والمسؤولية المشتركة، بما يساهم في تحويل نواكشوط إلى مدينة نظيفة ومستدامة. هذه المبادرة تؤكد على أن النظافة ليست مجرد عمل روتيني، بل هي مشروع حضاري يتطلب تعاوناً مستمراً وتضافر جهود كافة الأطراف من حكومة وشركات ومواطنين، لضمان مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.