
إلى معالي وزيرة التربية وإصلاح نظام التعليم
الموضوع: دعوة لتخصيص درس موحد في السلامة الطرقية بمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد
معالي الوزيرة، لقد شهد يوم الخامس من أكتوبر، اليوم الذي سبق افتتاح العام الدراسي لهذا العام، عدة حوادث سير فقدنا فيها عددا من الشباب في مقتبل العمر، وذكَّرتنا هذه الحوادث بحوادث سير أليمة أخرى كان أغلب ضحاياها من الشباب.ومع أنه ليست لدينا إحصائيات وطنية تقدم نسب وفيات حوادث السير في بلادنا حسب الفئات العمرية، إلا أن متابعتنا الميدانية في الحملة لحوادث السير خلال العقد الأخير تجعلنا نجزم بأن أغلب ضحايا حوادث السير في موريتانيا هم من فئة الشباب.
وارتفاع نسبة الشباب في وفيات حوادث السير ليست مسألة خاصة بموريتانيا، فتقرير منظمة الصحة العالمية للعام 2018 يؤكد أن حوادث السير هي القاتل الأول للأطفال والشباب في الفئة العمرية ما بين 5 و29 سنة، وهذه الفئة هي التي تشكل مجموع التلاميذ والطلاب في مختلف مراحل التعليم الأساسي والثانوي والجامعي.معالي الوزيرة، إننا ندرك تماما أن هذا الملف يهمكم شخصيا، ومن عدة زوايا. فأنتم أولا من فئة ذوي الضحايا، فأسرتكم الكريمة فقدت عدة ضحايا في حوادث سير، ونسأل الله تعالى أن يرحم من توفي من أفراد الأسرة في الحادث الأليم الذي وقع في شكار بتاريخ 31 مارس 2024.
ولأن دور الضحايا وذويهم في التوعية في مجال السلامة الطرقية ما زال ضعيفا، إن لم نقل غائبا تماما، فنحن نعوِّل عليكم في الحملة لإحياء هذا الدور.
ثم إن هذا الملف يهمكم شخصيا، وهذه هي الزاوية الثانية، بصفتكم من الوزراء الشباب في الحكومة، وكما بيّنا فإن حوادث السير هي القاتل الأول للأطفال والشباب، عالميا ومحليا، ولذا فمن الطبيعي جدا أن تهتموا على المستوى الشخصي والمهني أيضا بكل ما يهدد حياة الشباب. وحوادث السير هي المهدد الأول لحياة الشباب.
أما الزاوية الثالثة التي تجعل هذا الملف من الملفات التي تهمكم شخصيا أكثر من غيركم، فهي إدراككم أن المدرسة هي البيئة الأمثل لغرس القيم وتعديل السلوك نحو الأفضل، ومما لا شك فيه أننا اليوم بأمسِّ الحاجة إلى خلق وعي مروري يساعد في التقليل من نزيف الطرق، خاصة في فئة الشباب.
لكل ذلك، فإننا في حملة "معًا للحد من حوادث السير" ندعوكم إلى تخصيص درس موحد في السلامة الطرقية، يُقدََّم في يوم واحد، في كل المدارس والمؤسسات التعليمية، وفي كل المراحل الدراسية (الابتدائية - الإعدادية - الثانوية).إن تخصيص درس موحد في السلامة الطرقية، تزامنا مع افتتاح العام الدراسي لهذا العام، سيكون بمثابة رسالة قوية من وزارتكم مفادها أن حياة التلميذ غالية، وأن الوزارة يهمها ترسيخ ثقافة السلامة الطرقية لدى الجيل الصاعد.
وتلك خطوة عملية للمساهمة في إنقاذ الأرواح، وخاصة في صفوف الشباب الذين يمثلون الشريحة الأكثر تضررا من حوادث السير.معالي الوزيرة، إننا نأمل، بل نتوقع، أن يكون ردكم على هذه الرسالة إيجابيا، ولأسباب عديدة أشرنا إليها في مقدمة هذه الرسالة، تتداخل فيها دوافع شخصية ووطنية وإنسانية عديدة.
وفي انتظار ذلك الرد الإيجابي، فإننا نعلن لكم عن استعدادنا التام للتعاون مع قطاعكم في إعداد المحتوى المناسب لهذا الدرس، والذي لا نريد منه أن يكون درسا بجعل التلميذ مجرد متلقٍّ لإرشادات توعوية في مجال السلامة الطرقية، رغم أهمية ذلك، وإنما نريده درسا يجعل من التلميذ فاعلا في مجال توعية الآخرين من حوله، وذلك هو الدور الذي على الشباب أن يقوم به، وهو الدور الذي لم يقم به حتى الآن، وللأسف الشديد.وفي الأخير، تقبلوا معالي الوزيرة، تمنياتنا لكم بسنة دراسية ناجحة.
نواكشوط: 06 أكتوبر 2025
المنسق العام لحملة "معا للحد من حوادث السير"
محمد الأمين الفاضل.