الفريق ابراهيم فال الشيباني..الانضباط الصارم والرؤية الاستشرافية

اثنين, 2025-10-06 20:16
الفريق ابراهيم فال ولد الشيباني

لقد شكّل الفريق إبراهيم فال ولد الشيباني على امتداد مسيرته الحافلة نموذجًا للقائد العسكري الذي يجمع بين حنكة الميدان ورصانة الفكر، وبين صرامة الانضباط وبعد النظر الاستراتيجي. فمنذ تدرجه في مختلف هياكل الجيش الوطني الموريتاني، ظل الفريق إبراهيم فال ولد الشيباني حاضرًا في مفاصل القرار العسكري والأمني، مؤثرًا في مسار تحديث المؤسسة العسكرية، ومكرسًا لمكانتها كركن أساسي في حماية السيادة وصون الاستقرار.

وقد برز الفريق إبراهيم فال ولد الشيباني منذ توليه مسؤوليات مبكرة في إدارة العتاد وإدارة المكتب الثاني للاستخبارات العسكرية، حيث أظهر كفاءة لافتة في تطوير القدرات الفنية واللوجستية وتحديث منظومة العتاد العسكري، فساهم بذلك في رفع جاهزية الجيش الوطني وتحصين قدراته الدفاعية. ثم كانت تجربته في قيادة المنطقة العسكرية بازويرات محطة استراتيجية بارزة، حيث تمكن من تأمين واحدة من أكثر المناطق حساسية في البلاد، معززًا بذلك حضور الدولة وهيبتها في فضاء جغرافي تتقاطع فيه رهانات الأمن والتنمية.

وتتجلى بصمات الفريق إبراهيم فال ولد الشيباني أيضًا في المجال الأكاديمي العسكري، حين تولى قيادة كلية الدفاع لمجموعة دول الساحل الخمس، فارتقى بها إلى مصافّ مراكز التكوين الإقليمي المرموقة، مطورًا مناهجها التدريبية، ورافعًا من مستوى تأهيل ضباطها، حتى أصبحت وجهةً لضباط سامين من مختلف دول الساحل وبعض الدول العربية والأجنبية، وهو ما يجسد الثقة الدولية في الكفاءة الموريتانية حين يقودها رجال بحجم الفريق إبراهيم فال ولد الشيباني.

وفي مجال الاستخبارات، تولى الفريق إبراهيم فال ولد الشيباني قيادة مديرية الأمن الخارجي والتوثيق، فكان له فيها دور بارز في ترسيخ التعاون الأمني والاستخباراتي مع الدول الشقيقة والصديقة، مما عزز موقع موريتانيا في جهود محاربة الإرهاب ومواجهة التهديدات العابرة للحدود. وتتويجًا لهذه الخبرة، قاد غرفة العمليات العسكرية التي أشرفت على التصدي للجماعات الإرهابية في شمال مالي عام 2011، فأبان عن قدرة استثنائية في إدارة المعارك المعقدة، وتنسيق الجهود الميدانية بكفاءة عالية.

وإلى جانب خبرته العملية، امتلك الفريق إبراهيم فال ولد الشيباني رصيدًا أكاديميًا رفيعًا، تُوِّج بالحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة أنتاديوب بداكار، حيث قدّم أطروحة علمية معمّقة حول الحكامة الأمنية والتنمية في إفريقيا، مستشرفًا من خلالها مستقبل مجموعة دول الساحل الخمس كإطار إقليمي للسلام والتنمية. وبذلك جمع بين صرامة الجندي ورؤية الباحث، وبين التجربة الميدانية والفكر الأكاديمي.

كما يتميز الفريق إبراهيم فال ولد الشيباني بقدرة لافتة على الانفتاح والتواصل بفضل إتقانه للعربية والفرنسية والإنجليزية، وهو ما أهّله للعب أدوار دبلوماسية وعسكرية موازية، عكستها مساهماته في الملفات الأمنية المشتركة مع دول الساحل وفي مقدمتها مالي، ومشاركاته في المؤتمرات الإقليمية والدولية ذات الصلة بالأمن والتنمية.

وقد تجسدت هذه الثقة المتزايدة في شخص الفريق إبراهيم فال ولد الشيباني حين عُيّن في ديسمبر الماضي قائدًا للأركان الخاصة لرئيس الجمهورية، وهو منصب يوازي مكانته ويعكس حجم المسؤوليات التي أوكلت إليه. واليوم، جاء تعيينه قائدًا لأركان الحرس الوطني بموجب مرسوم رئاسي تتويجًا لمسيرة من العطاء والتفاني، وتقديرًا ساميًا لرجل عرف كيف يزاوج بين الانضباط الصارم والرؤية الاستشرافية.

إن مسيرة الفريق إبراهيم فال ولد الشيباني تختزل قصة قائدٍ وطني كرّس حياته لخدمة المؤسسة العسكرية، وأثبت بكفاءته أن الأمن لا يقوم على السلاح وحده، وإنما يقوم على الفكر المستنير، والتخطيط المتوازن، والعمل المتفاني. ومن خلال إنجازاته المتعددة، يظل الفريق إبراهيم فال ولد الشيباني ركيزة صلبة في صرح المؤسسة العسكرية الموريتانية، ورمزًا لقيادة واعية قادرة على مواكبة التحديات ورسم معالم مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.

محمد عبد الله محمد محفوظ أب