
تصاعدت حدة الاشتباكات الحدودية، اليوم (السبت)، بين أفغانستان وباكستان حيث دخلت قوات من جيشي البلدين في تبادل للقصف عبر الحدود وإطلاق نيران المدفعية الثقيلة. ويأتي هذا التصعيد بعد يوم من اتهام إدارة طالبان الأفغانية المؤقتة للجيش الباكستاني بانتهاك المجال الجوي فوق العاصمة كابول، وقصف سوق في منطقة مارغا بولاية باكتيكا الحدودية مع باكستان، مساء الخميس. ولم تؤكد باكستان على الفور أو تنفي مسؤوليتها عن الهجمات، لكنها أكدت أنها ستبذل قصارى جهدها لحماية مواطنيها، في ظل تصاعد الإرهاب، الذي تُلقي باللوم فيه على حركة "طالبان باكستان".
وقال مسؤول أمني باكستاني، طلب عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح للإعلام: "لا يزال إطلاق النار مستمرا على طول المقاطعات الحدودية الشرقية، بما في ذلك خوست، وننكرهار وبكتيكا وبكتيا وكونار وخوست".
وتابع: "هناك تقارير عن سقوط بعض الضحايا، لكن لا يمكننا تأكيد الأرقام في الوقت الحالي"، متهماً قوات الحدود الأفغانية ببدء إطلاق النار. ولم تُعلق إسلام آباد رسميا بعد على الاشتباكات المُبلغ عنها مع القوات الأفغانية على طول الحدود، التي يبلغ طولها 2640 كيلومترا. ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع الأفغانية فقد شنت فوات أفغانية هجمات "ردًا على الانتهاكات المتكررة للمجال الجوي الأفغاني والغارات الجوية التي نفذها الجيش الباكستاني على الأراضي الأفغانية".
وتُظهر العديد من المقاطع المصورة، التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، للحدود، نيران مدفعية كثيفة، إلا أن الموقع الدقيق للمَشاهد لم يُعرف على الفور، فيما لم تتمكن الأناضول، من التأكد من صحة المقاطع بشكل مستقل. بدورها، ذكرت شبكة "طلوع نيوز" الأفغانية عبر حسابها في منصة شركة إكس الأمريكية، أن اشتباكات اندلعت في مناطق قريبة من خط الحدود في ولاية باكتيا، بين قوات حرس الحدود الأفغانية ونظيرتها الباكستانية.
ونقلت الشبكة، عن مصادر أمنية قولها، إن القوات الأفغانية استهدفت مواقع باكستانية قرب خط دوراند، الفاصل بين البلدين، مشيرة إلى أن الهجمات الأفغانية جاءت ردا على الغارات الباكستانية الأخيرة. ولفتت المصادر إلى أن "بعض المواقع الحدودية الباكستانية سقطت بيد القوات الأفغانية"، متحدثة عن مقتل 12 جنديا باكستانيا خلال الاشتباكات.
من جهتهم، أفاد سكان محليون أن الاشتباكات في منطقة داندي باتان، دفعت العديد من المدنيين إلى ترك منازلهم والنزوح عن المنطقة. أما صحيفة "دون" الباكستانية، فنقلت عن مسؤولين أمنيين قولهم إن الجيش الباكستاني رد على الهجمات "بقوة وسرعة"، مستهدفا مواقع ومراكز عسكرية أفغانية تابعة "للمسلحين"، وألحق بها أضرارًا بالغة. وأضاف المسؤولون الأمنيون أن الجيش الباكستاني استخدم المدفعية والدبابات والأسلحة الخفيفة والثقيلة في الرد، إلى جانب الطائرات المسيّرة خلال العمليات.