السفير المغربي في نواكشوط يكتب … تتويج أشبال الأطلس بكأس العالم للشبان أقل من 20 سنة: المملكة المغربية تعزز مكانتها بين الكبار وترفع عاليا رأس أفريقيا والعالم العربي

أربعاء, 2025-10-22 18:21

 

بعد ثلاث سنوات من الانجاز التاريخي للمنتخب الوطني المغربي في كأس العالم لقطر 22، ببلوغه الدور النصف النهائي، أبى أشبال الأطلس إلا أن يمضوا على نهج الأسود، حيث تمكنوا عن جدارة واستحقاق من الفوز بكأس العالم للشبان "أقل من 20 سنة"، التي أقيمت بالشيلي، وذلك بفوزه على منتخب الأرجنتين بهدفين نظيفين. ويأتي تتويج أشبال الأطلس بكأس العالم للشبان بعد سلسلة من الانتصارات على منتخبات بلدان ذات باع طويل في كرة القدم كاسبانيا و البرازيل وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وفرنسا. يتساءل البعض، وعلى وجه الخصوص وسائل الإعلام الدولية المهتمة بالشأن الرياضي عن السر الكامن وراء إنجازات المنتخبات المغربية، على مستوى جميع الفئات. والكل مجمع على أن هذا التألق ليس وليد الصدفة وليس ضربة حظ بل هي نتيجة لمقاربة مؤسسة على توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي تمت ترجمتها في خطط محكمة  واستراتيجيات تشرف على تنزيلها أطر وطنية بكل كفاءة واقتدار، وعلى وجه الخصوص الجامعة الملكية لكرة القدم.  أول محاور هذه الاستراتيجة يتمثل في إنجاز بنية تحتية تساير التطور الذي عرفته كرة القدم في جميع المجالات. يمتلك المغرب، اليوم، أكثر من 200 ملعب بأرضية ذات عشب اصطناعي بمواصفات عالمية و كذا عشرين ملعبا بعشب طبيعي وإضاءة تستجيب للمواصفات الدولية بالإضافة إلى خمسة مراكز تكوين وتدريب جهوية ناهيك عن  مركب محمد السادس للتدريب وأكاديمية محمد السادس لكرة القدم الذائعة الصيت التي ساهمت في صنع نجوم تألقوا خلال كأس العالم  بقطر 2022 وشكلوا أساس المنتخب الوطني الفائز بكأس العالم للشبان دون سن العشرين بالشيلي.  وتعزز هذا الرصيد مؤخرا ببناء ملاعب ذات مواصفات دولية لاستقبال كأس إفريقيا برسم السنة الجارية وكأس العالم لسنة 2030، ومنها على الخصوص مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط وملاعب بنسليمان وطنجة وأكادير.بالموازاة مع تطوير البنية التحتية الرياضية، تم إعطاء عناية خاصة للرياضة المدرسية ولفرق الأحياء ورياضة القرب باعتبارها المشتل الأساسي لتغذية الأندية الممارسة بالطاقات والمواهب الشابة.هذا التتويج إذن يأتي في إطار الانجازات الكبرى التي حققتها كرة القدم المغربية في جميع الفئات خلال السنوات الأخيرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، بلوغ نصف نهائي كأس العالم في قطر 2022، فوز المنتخب المغربي للمحليين لكأس أفريقيا لأقل من 23 سنة في 2023 و بلوغ المنتخب الأولمبي لنصف نهائي البطولة الأولمبية بباريس، وكذا فوز المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة بكأس الأمم الأفريقية للفوتسال لثلاث مرات ( 2016، 2020، 2024)، تتويج المنتخب المغربي للناشئين تحت 17 سنة بكأس أفريقيا 2025، ناهيك عن إنجازات الأندية المغربية على الصعيد القاري و العربي وارتفاع القيمة السوقية للاعبين المغاربة في البطولات الدولية. ولا نغفل كذلك ذكر التطور الملفت لكرة القدم النسوية التي تحقق انجازات مهمة ومشهودة قاريا و دوليا.ولا يختلف اثنان اليوم على أن النهضة الكروية هي انعكاس للهَبَّـــة التَنمويـــة الشاملَـــة  التي تشهدها المملكة منذ اعتلاء صاحب الجلالة نصره الله عرش أسلافه الميامين، والتي مكنت المغرب من مضاعفة ناتجه الداخلي الخام ثلاث مرات ما بين سنتي 2000 و 2024 . فبالإضافة إلى الانجازات الكبيرة في مجالات البنية التحتية والتسريع الصناعي وتطوير الزراعة والصناعة المعدنية والخدمات والسياحة، يعمل المغرب على توطيد هذه الطفرة التنموية التي تبنتها المملكة ونجحت في إرساء اقتصاد متنوع ومنفتح على محيطه الإقليمي والدولي.  كل هذا مشفوع بإصلاحات  تروم تعزيز نجاعة وفعالية الأوراش الاجتماعية من خلال رصد مزيد من الإمكانات المالية والموارد البشرية للارتقاء بالخدمات الأساسية وعلى وجه الخصوص الصحة والتعليم ودمج الشباب في العمل السياسي من خلال دعمهم و حثهم على الانخراط في المشهد السياسي. وما مخرجات المجلس الوزاري ليوم الأحد 19 أكتوبر، والمتمثلة في تكريس العناية بالأوراش الاجتماعية بغية إرساء تنمية شاملة ومتوازنة إلا دليل بارز وعنوان واضح لهذه المقاربة التي حرص من خلالها صاحب الجلالة نصره الله على وضع الشباب في صلب السياسيات العمومية إيمانا من جلالته أن ثمار التقدم والتنمية يجب أن تشمل "كل المواطنين، في جميع المناطق والجهات، دون تمييز أو إقصاء". وخلاصة القول أن هذا التتويج العالمي لشباب المملكة المغربية، عبر منتخبهم أشبال الأطلس، ليشكل محطة مضيئة وملهمة لباقي الشباب ليس في المغرب فقط بل في جميع أقطار العالم وخاصة في قارتنا الأفريقية وفضائنا العربي، بمعنى أنه أصبحنا، اليوم، واعون ومطالبون لا بالاكتفاء ب"المشاركات المشرفة" فحسب و لكن بالتسلح بمزيد من الثقة في النفس و في قدراتنا، دون مركب نقص، لنقارع الكبار ونلج مراتب التألق وتحقيق الألقاب.ولا تفوتني هذه الفرصة دون أن أنوه بالمؤازرة والتشجيع الذي عبر عنه الأشقاء في موريتانيا، قيادة وشعبا، لأداء أشبال الأطلس خلال جميع أطوار البطولة في الشيلي. وتوجت هذه المؤازرة الأخوية ببرقية التهنئة التي وجهها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لأخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمناسبة هذا الانجاز الكبير و كذا بانخراط الأشقاء الموريتانيين في احتفالات أشقاءهم من الجالية المغربية بنواكشوط ليلة فوز المنتخب المغربي بهذه البطولة العالمية.        

حميـــــــــــد شبــــــــــــــار سفيــر صاحــب الجلالــة لدى الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة