
أطلقنا منذ مدة في "منتدى24 - 29" ميثاق شرف خاص بالأحزاب السياسية، وقد تواصلنا بالفعل مع بعض الأحزاب السياسية في الأغلبية فوقعته (حزب الإنصاف، جبهة المواطنة والعدالة، حزب الإصلاح، حزب حاتم)، وكنا نخطط بعد ذلك للتواصل مع أحزاب المعارضة، وكان البند الأول من هذا الميثاق يدعو الأحزاب السياسية إلى إعطاء مساحة أوسع للحديث عن الفساد في خطابها السياسي، وذلك باعتبار أن تفشي الفساد يعدُّ من أخطر التحديات التي يواجهها البلد.بعد صدور تقرير محكمة الحسابات احتل الحديث عن الفساد المساحة الأكبر في الخطاب السياسي والإعلامي، وهذا أمر في غاية الأهمية، ويبشر بخير.
فنظم حزب تواصل وقفات متزامنة للتنديد بالفساد، ونظم بعد ذلك حزب الإنصاف أنشطة متزامنة لدعم محاربة الفساد، وتحدث الرئيس بيرام مطولا عن الفساد، وأصدرت جبهة المواطنة والعدالة بيانا داعما للإجراءات المتخذة مؤخرا ضد الفساد، كما نشر حزب حاتم بيانا بهذا الخصوص، هذا فضلا عن بيانات وتصريحات أخرى صادرة من جهات سياسية أخرى.
أن يكون الفساد هو الحاضر الأول في الخطاب السياسي للأحزاب في المعارضة والموالاة فهذا أمر مهم جدا، خاصة وأن حضوره في الخطاب السياسي كان في الماضي ضعيفا وثانويا رغم خطورته وتهديده لاستقرار البلد.إن التركيز على الفساد في الخطاب السياسي، ومحاربته بشكل جدي ليست مجرد معركة إدارية أو قضائية، بل هي نقطة التحول الكبرى التي يمكن أن تنعكس إيجابيا وبشكل فوري على معظم الملفات التي تشغلنا كمجتمع، مثل تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، والحد من الغبن والتهميش، وتوفير فرص العمل للشباب، وتحسين خدمات التعليم والصحة....
إلخفحين تُوجَّه موارد الدولة إلى وجهتها الصحيحة، وتُسير بشكل شفاف، ويكون التعيين على أساس الكفاءة والاستقامة، فحينها ستبدأ كل الملفات الشائكة بالتحسن، وبشكل تلقائي، ذلك أن الفساد يعدُّ هو العقدة المركزية التي تعيق أي إصلاح حقيقي في أي مجال من المجالات المهمة.
إليكم بنود ميثاق الشرف الذي كنا نطلب من الأحزاب السياسية توقيعه:
1 ـ إعطاء مساحة واسعة لمحاربة الفساد وتعزيز قيم النزاهة في الخطاب السياسي للأحزاب الموقعة على الميثاق؛
2 ـ عدم ترشيح من أدين بالفساد في أية انتخابات قادمة، وحرمانه من أي منصب قيادي حزبي؛
3 ـ العمل على تعزيز البنية القانونية والتشريعية والقضائية في مجال محاربة الفساد وتعزيز قيم النزاهة، وذلك من خلال اقتراح القوانين ذات الصلة والتصويت عليها.
هناك نسخة من الميثاق خاصة بالمجتمع المدني قد تم توقيعها حتى الآن من طرف العشرات من منظمات المجتمع المدني. هذا فضلا عن نسخة خاصة بالأفراد، وقد أعيدت صياغتها مؤخرا وتحولت إلى "تعهد شخصي بمحاربة الفساد" وقد وقعها مؤخرا المئات من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية، من بينها رؤساء أحزاب سياسية في الموالاة والمعارضة.حفظ الله موريتانيا...
محمد الأمين الفاضل
.jpg)

