حضوري مهرجان وادان التاريخية كان تجربة فريدة جعلتني أشعر بعمق التراث الموريتاني وروح الانتماء الوطني التي تسكن كل حجر وزاوية في هذه المدينة العريقة. من اللحظة الأولى وفي أثناء الجولة بين الأجنحة والعروض التقليدية والحرف اليدوية أدركت أن وادان ليست مجرد مدينة تاريخية بل هي لوحة حية تنبض بالحضارة وتروي قصة شعب يعتز بماضيه ويصنع مستقبله بفخر ووعي.
كلمات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في هذا المهرجان كانت بمثابة شعاع نور يضيء هذه التجربة حين قال: “الحفاظ على تراثنا هو صون لهويتنا ورابط بين الأجيال وركيزة لبناء مستقبل مشرق لموريتانيا” وأكد أن “كل حجر في وادان يروي قصة حضارة أصيلة وكل عمل تقليدي هو رسالة عطاء وإبداع لأبنائنا”.
هذه الرؤية الواضحة تؤكد أن التراث ليس مجرد ذاكرة تاريخية بل هو رسالة مستمرة تربط بين الماضي والحاضر وتغذي قيم الانتماء والمواطنة وتعزز وحدة المجتمع.ما جعل هذه التجربة أكثر تأثيرًا هو الإحساس بأن المهرجان لم يكتفِ بالاحتفاء بالماضي بل أراد أن يكون منصة تعليمية وثقافية لكل جيل جديد رسالة مباشرة إلى الشباب بأن الهوية الوطنية والثقافة الأصيلة هما الأساس الذي يُبنى عليه مستقبل موريتانيا.
تنظيم الحدث بدقة عالية وعناية الدولة بكل التفاصيل يعكس إدراك القيادة بأن الاستثمار في التراث والثقافة هو استثمار في بناء مجتمع متماسك وفي إرساء قيم الفخر الوطني والانتماء العميق.لقد كان المهرجان أيضًا فرصة لرؤية كيف يمكن للتراث أن يكون جسرًا للتواصل بين الأجيال وأداة لإلهام الشباب على المشاركة الفاعلة في المجتمع وحافزًا لتعزيز القيم الإنسانية والوطنية.
في كل لحظة قضيتها بين فعاليات وادان شعرت بأنني جزء من قصة أكبر قصة وطن يعتز بماضيه ويستشرف مستقبله بعزيمة وثقة.ختامًا وادان التاريخية بمهرجانها هذا ليست مجرد موقع أثري بل رسالة حية لكل من يؤمن بأن التراث هو روح الأمة ورمز الهوية الوطنية وركيزة لصون المواطنة ومصدر إلهام لكل جيل قادم .
إن تجربة حضور هذا المهرجان وكلمات فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الملهمة تجعلنا جميعًا ندرك أن التراث هو الرابط الذي يوحدنا ويصنع لنا مستقبلًا مشرقًا عظيمًا وفخرًا لكل مواطن موريتاني.
وكما اكد فخامة رئيس الجمهورية أن بناء الدولة الحديثة لا يتحقق بالإجراءات وحدها بل عبر ترسيخ عميق لقيم المواطنة وتحول واعٍ في العقليات والسلوكيات يقوم على احترام القانون وتعزيز اللحمة الاجتماعية.
كما لا يفوتني أن أُشيد بالجهود المخلصة للجنة المنظمة ولكل من ساهم في إنجاح هذا المهرجان من إعداد وتنظيم وبرمجة تعكس عمق التراث الموريتاني وأصالته وتبرز مكانة وادان كمنارة علم وثقافة عبر العصور.
الدكتور سالم العرادة
سفير الجمهورية اليمنية
عميد السلك الدبلوماسي بموريتانيا
