تسع حقائق تدعم طوفات الاقصى.. وهذا ردنا على المتطاولين على “حماس”

اثنين, 2025-12-29 22:19

د.عبد الله الأشعل

لاحظت أن العالم كله مجمع على تحميل حماس مسؤولية الابادة وأن العالم كله القريب والبعيد آدان هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر 2023 ونناقش فى هذه المقالة هذه الفرضية التى يرددها العالم كله بما فى ذلك كلمات الوفود فى الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة. 

واندهشت حين سمعت رئيس جنوب إفريقيا يردد نفس المقولة حيث كنت أعتقد أنه الوحيد الذى يفهم مجرى الصراع على فلسطين بين اللصوص وأصحاب الأرض خاصة وأن له تجربة فى جنوب أفريقيا استمرت لمدة ثلاثة قرون غزا فيها البيض جنوب إفريقيا واستعبدوا أهلها وعاشوا فيها كأنها أرضهم و الرجل بنتمى إلى الحركة الوطنية التى كان يقودها مانديلا .

والحق أن البيض فى جنوب إفريقيا أقروا أنهم مستعمرون وانهم جاؤا لاستعباد أهل البلاد على أساس أنهم أرقى منهم حضارة وأرقى منهم عدة فلم يدعوا مطلقا فى يوم من الأيام أنهم أستولوا على الأرض أو أن الأرض كانت أرضهم.

ولذاك كانت جنوب إفريقيا الوحيدة التى تصدت إلى أعمال ابادة اللصوص ورفعت دعوى أمام محكمة العدل الدولية لم تجرأ الدول العربية والإسلامية على رفعها أو الانضمام إليها وانما فى القمة العربية الإسلامية الأخيرة فى الدوحه أشاد الحكام العرب والمسلمون بجنوب إفريقيا دون أن يجرؤ أحدهم علي الانضمام إلى هذه الدولة الرائدة.

فما حقيقة هذا الاتهام خاصة وأن بعض من يطلق على نفسه المتخصص فى الشئون الفلسطينية من الادعياء قد ابتكر رواية أن السابع من أكتوبر كان تواطؤا بين إسرائيل وحماس إلى آخر هذه السخافات التى لا تليق لمن يزعمون أنهم مفكرون.

الحق أن السابع من أكتوبر كان علامة بارزة فى سجل المقاومة التى لاتقاوم فقط الاستعمار الإسرائيلى وانما تقاوم المشروع الصهيونى نفسه وللاسف فإن البيئة العربية والإسلامية حولها لم تفهم الأهداف الاستراتيجية للمقاومة. 

وقد بدأت المقاومة عصراً جديدا بالسابع من أكتوبر وقد فصلنا فى مقالة سابقة ملامح ذلك العصر وحقائقه ونؤكدها مرة أخرى فيما يلى:

الحقيقة الأولى: أن المقاومة الفلسطينية تكتسب ثلاثة مشروعيات المشروعية الأولى أنه تقاوم الهيمنة الإسرائيلية وسوء معاملة السلطات الإسرائيلية للفلسطينيين وعدم الاعتراف بهم كبشر. وتلك عقلية المستعمر الذى يرفع شعار أرض بلا شعب وشعب بلا أرض تطبيقا لنظرية دارون البقاء للاصلح وللاقوى .

هكذا صاغت أوروبا الاستعمارية المركز القانونى للمقاومة وللقانون الدولى عموما الذى صنعته ليخدم مصالحها هى.

ومادامت إسرائيل امتدادا للاستعمار الغربى فيمكن اعتبار إسرائيل شركة مساهمة غربية أقامها الغرب بديلا لوجوده العسكرى كوكيل حصرى لمصالحه واختار الغرب أضعف المناطق وهى المنطقة العربية.الحقيقة الثانية: أن إسرائيل تجسيد للمشروع الصهيونى وهو يقضى بإبادة السكان وافراغ الأرض من سكانها مع الادعاء بملكيتها فى السابق ولذلك قلنا فى مناسبة سابقة أنه تم التدليس على الحكام العرب الذين لم يهتموا باستجلاء حقيقة المشروع الصهيونى .الحقيقة الثالثة: أن اللصوص الصهاينة يريدون الانفراد بفلسطين دون أهلها أى أن اللص لا يطيق صاحب البيت فى المعادلة وكان لابد للحكام العرب من أن يدركوا هذه الحقيقة مبكرا خاصة أنهم حتى الآن لا يزالون يحلمون بأن فلسطين للصهاينة والفلسطينيين ويعبرعن هذه الحقيقة بحل الدولتين التى رفضتها إسرائيل عدة مرات وقال نتانياهو أنه لن يسمح باقامة دولة للارهابيين على أرضه فزعم أنه امتلك كل فلسطين من آلاف السنين .الحقيقة الرابعة: أن الغرب ساق مجموعة من الأكاذيب حتى يقنع العرب بجدوى إنشاء إسرائيل .

فقد زعم الغرب أن إسرائيل وهى تضم خلاصة النخب الأوروبية سوف تسهم فى نشر الديمقراطية بين العرب وسوف تنقلهم من البربرية إلى الحضارة.

الحقيقة الخامسة: أن المقاومة صبرت طويلاً على ابادة إسرائيل واستعبادها للشعب الفلسطينى وكانت فى الماضى تقاوم الاحتلال الصهيونى فلما أدركت أن الصراع وجودى بين اللصوص وصاحب البيت عبرت عن ذلك بهجوم كاسح يوم السابع من أكتوبر 2023 .

الحقيقة السادسة: أن إسرائيل لا تتمتع بأى شرعية وأنها اقامت دولة للصوص وتواطأ معها الغرب وأدخلها الأمم المتحدة رغم عدم تمتعها بشروط العضوية فى المادة الرابعة من الميثاق

بشروط العضوية فى المادة الرابعة من الميثاق.الحقيقة السابعة: أن هدف الهجوم فى السابع من أكتوبر لم يكن ارهاب إسرائيل أنما اعلان عن أن فلسطين كلها للفلسطينيين وأن المقاومة تستطيع أن ترغم إسرائيل على الزوال . هذه الحقيقة المرة التى أدركها نتانياهو وترامب .ولذلك وصف ترامب السابع من أكتوبر أسوأ يوم فى تاريخ العالم كله. وبالطبع فإن العالم كله مع سلوك إسرائيل  فى ابادة الشعب الفلسطينى بكل صور الابادة وأدرك حقيقة إسرائيل وبدأ يرفض سرديتها للاحداث التى سيطرت طويلا على العالم حتى أصبح نتانياهو وترامب نموذجا للبلطجة والخروج عن القانون .وزاد على ذلك أن المقاومة صامدة حتى الآن رغم التحديات. فقد أمد الغرب عموماً والوسط العربى والإسلامى إسرائيل بالمال والسلاح واشتركت بعض الدول القريبة فى اعمال الإبادة ,ولذلك أعتقد اعتقادا جازما أن العالم العربى والإسلامى محتقن وأن الانفجار فى العالم العربى والإسلامى قادم ليغير قواعد اللعبة وينهى الظاهرة الإسرائيلية .الحقيقة الثامنة: أن المقاومة مؤمنة بأنها تناصر الحق وانها سيف الشعب الفلسطينى لهدم إسرائيل ولذلك فإن العالم كله يعاديها وينحاز لإسرائيل ويبيع المسلمون أخرتهم بدنياهم .لذلك أدعوا الله ان يقبل دفاعى عن الحق بالكلمة الصادقة والتصدى للظلم الذى يمارسه القريب والبعيد ضد الشعب الفلسطينى.الحقيقة التاسعة : أن ترامب عمى عن هذه الحقائق وانحاز انحيازا أعمى لإسرائيل فقدم بعد التشاور مع حكام عرب ومسلمين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروعا من 21 نقطة أهمها أنه لا يطيق المقاومة وأنه يعرف أن المقاومة سوف تزيل إسرائيل ولذلك تضمن برنامجه عدة نقاط حول الغاء المقاومة ونزع سلاحها خاصة وأن أبو مازن قال فى كلمته أمام الجمعية العامة  للأمم المتحدة أنه يريد دولة فلسطينية منزوعة السلاح مما فتح الباب لترامب بأن يبتدع أن الدولة الفلسطينية القادمة لا تتمسك بالعرب ولا تعادى إسرائيل خاصة أن إسرائيل تخطوا خطوات واسعة نحو إنشاء إسرائيل الكبرى.فهل كان يجب على المقاومة أن تحسب الآثار المترتبة على ضربة السابع من أكتوبر خاصة وأنهم كانوا يعلمون جيدا أن رد فعل إسرائيل كما فعلته بالفعل ؟.الحقيقة أن المقاومة لها مستويان مستوى عسكرى فى الميدان ومستوى سياسى يتفاوض عبر الوسطاء مع إسرائيل ولفت نظرى أن خالد مشعل رئيس حماس السابق وصف يوم السابع من أكتوبر بأنه مؤامرة محسوبه.يجب على المقاومة فى المستوى السياسى أن تقود المقاومة والمستوى العسكرى لأنهما متكاملان فلايستطيع المفاوض أن يرفع رأسه إلا إذا كان الاداء العسكرى للمقاومة مشرفاً ولذلك فإن سياسات المقاومة تختلف عن سياسات الدول وسوف نفصل ذلك فى مقال لاحق.

كاتب ودبلوماسي مصري