"المنسقية العامة لحراك لمعلمين" تنظم ندوة حول الوثيقة المطلبية لشريحة لمعلمين

أربعاء, 2014-07-16 16:41

نظمت "المنسقية العامة لحراك لمعلمين"  الليلة البارحة في فندق الخاطر ندوة فكرية وحوارية و تندرج في إطار انشطة حراك لمعلمين والتى تهدف في مجملها الي المطالبة باﻻنصاف واﻻشراك الفعلي لهذه الشريحة في تسيير البلد وبنائه علي قيم العدل والمساواة واﻻخاء .

اﻻ ان ما يميز هذه الندوة هي جملة رسائل اراد القائمون عليها اﻻجابة من خلالها علي تساؤﻻت ظلت اشكاﻻ للراي العام الوطنى وهي : من هم لمعلمين؟ وما ذا يريدون؟..

الندوة افتتحتت بآيات بينات من آي الذكر الحكيم بعد ذلك تناول الكلام المنسق العام لحراك لمعلمين الاستاذ أحمد ولد السالم حيث قال "

إن  ثورات المستضعفين المهمشين على واقعهم المرير وتوقهم الدءوب  إلى  العدالة والإنصاف والمساواة  أمر تمليه  الفطرة البشرية  السليمة  وتعضده  الشرائع السماوية وتدعم بلوغه  غاياته ومآلاته  قال تعالى : { ونريد أن  نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين } ، وبهذا المعنى  يصبح دفاع  المستضعفين عن أعراضهم ومطالبتهم  بحقوقهم السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في  وطنهم وضمن مجتمعهم ،  أمرا  مشروعا إن لم نقل واجبا طالما  تقيد دعاة هذه الحقوق  بالضوابط الشرعية  واتسم حراكهم   بالسلمية و نأي  بأنفسه عن الدعوات  العنصرية  وسَلِم  من  أي شكل من أشكال العنف سواء  كان عنفا ماديا أو معنويا أو لفظيا...

لقد  اتسم  حراك لمعلمين طيلة مسيرته  النضالية  بكل  هذه الصفات الحميدة  و أعلى  من  شأن هذه المعاني النبيلة ، حيث كان ولا يزال  وسيظل  متسما بسلمية حراكه   واعتدال خطابه ... وسيبقى  كذلك محافظا  على  الوحدة  الوطنية بل ومدافعا عنها  باعتبارها  مقدسا  لا يمكن المساس به  وخطا  احمر لا مساومة  عليه .

 إن حراك لمعلمين ولد  من رحم  معاناة  شريحة بأكملها عانت طيلة عقود من الزمن  ابشع المعاناة ونعتت  بأسوء النعوت  وهمشت طيلة  نصف قرن  هي  عمر الدولة  الموريتانية الحديثة ، رغم عظيم تضحيات الاجداد  و جليل  فضلهم على المجتمع  الموريتاني الذي ظل إلى عهد قريب  يتوكأ  على نفائس ابتكاراتهم   ويعتمد  على   غزير  انتاجهم   الذي  وفر جميع  الحاجيات  وزاد  عليها  ليبي الكثير من  الكماليات ،  فاستحقوا  دون سواهم  لقب خير  الناس  لكونهم  انفع  الناس كانوا  ومازالوا ، لكن جزاءهم  لم  يكن يوما  من  جنس  عملهم  " و أضاف ولد السالم  "لقد ارتأى  حراك لمعلمين العام أن يخرج  من الاطار النظري البحت إلى الاطار العملي  ، ليجيب من خلال  هذه الوثيقة  المطلبية  على أسئلة  لطالما  ترددت  على  الشفاه من قبيل :

- لماذا حراك لمعلمين؟      

 - و ما دوافعه وأهدافه ؟

وبعبارة  أشمل : ماذا يريد لمعلمين ؟

لقد  حاولنا  أن  نقدم  إجابات  مبسطة  لهذه  التساؤلات  التي  نراها  وجيهة  ، وإن كان  لسان  حال وواقع  شريحة  لمعلمين  يجيب عنها  بنفسه .

 فكما  أنه  لا دخان  من   دون  نار ، فكذلك  لا يوجد حراك  إلا  وله   أسبابه  الموضوعية  ، والحقيقة  التي لا يختلف  عليها  اثنان  أن  شريحة  لمعلمين  تعتبر من أكثر  الشرائح  الموريتانية تهمشا وإقصاء  على  كافة  الصعد  وفي جميع المجالات ، صحيح  بأن  خطوات مشجعة  جدا قد اتخذت مؤخرا و لأول مرة   هي موضعِ  تقديرنا وإشادتنا ، لكننا  بحاجة  إلى  ما هو  أكثر  منها بكثير . 

و أضاف المنسق العام لحراك لمعلمين " ليس  عيبا  أن تعترف  أمة  ما  بأخطائها  وتسعى  لتصحيحها  ، وإنما  العيب كل العيب  أن  تظل سائرة  على  نهج  النعامة  التي تعمد  إلى دفن رأسها  في  التراب  حتى  لا  ترى  المخاطر المحدقة  بها . إن ثمة  دول وأمم  سجل لها التاريخ شجاعة اعترافها  بأخطاء  جسيمة ارتكبتها  هي  الآن  في  مأمن  من  صولات  ضحايا  السياسات  الخاطئة  .

وإن  اشاعة  روح  المحبة  والعدالة  والإنصاف بين  أبناء  الشعب الواحد  لهي  خير عاصم  من   غوائل  ثورات  الشعوب وارتداداتها  المجهولة  العواقب ، وحين تتنكب  أمة  ما  طريق القسط والإنصاف والعدالة  تكون  بذلك  قد  فرطت  في  أغلى  ما  تملك  ألا  وهو  استقرارها  وسلمها  الاهلي  وقواعد  التعايش  المشترك .

و في الاخير أكد ولد السالم إن " لمعلمين هم  أكثر  الموريتانيين  سلمية  وأشدهم  ارتباطا  بالأرض  وأحرصهم  على  الوحدة  الوطنية  وقيم  العيش المشترك ، لكنهم  سئموا  العيش في كنف  الذل والتهميش  والإقصاء  وقد قبضوا  على الجمر  لعقود  من الزمن على  أمل  أن  تحدث  معجزة  أو  يصحو  ضمير  حتى  عال  صبرهم  واستبد  بهم  اليأس وطال انتظارهم  لدخان  أبيض  تنفثه  مداخن واقع  مجتمع  استمرأ  غض  الطرف  عن  معاناة  جزء  أصيل  منه  كل  ما يريده هو أن يعيش في بيئة  تنصفه و تقدره ولا تقصيه  .. تعطيه  ما  له  وتأخذ  منه  ما عليه ."

بعد ذلك تناول الكلام الدكتور احمد ولد احبيبي أستاذ علم الاجتماع في جامعة انواكشوط حيث تطرق في مداخلته إلى الجوانب الانسانية المتعلقة بهذه القضية ، بعد ذلك تدخل رؤساؤ المنظكات و المبادرات التي المشكلة لهذا الحراك و اتفق الجميع على مواصلة النضالات السلمية حتى يتحقق الهدف المنشود ألا وهو إعطاء لهذه الشريحة حقها في المساعدة في بناء بلدها موريتانيا .

الندوة تمت بالتزامن مع ذكرى غزوة بدر الكبرى  17 من رمضان في العام الثاني من الهجرة النبوية (الموافق 13 مارس 624م ) حيث استخلاص المعاني والرسائل البليغة التي انبثقت عن أول قتال بين المسلمين وقوى الشرك والظلم آنذاك؛ فانتصار الحق على الباطل وهزم الكفرة ودحرهم رغم كثرتهم، وقطف ثمار الصبر والاحتساب على الله، كانت عناوين عريضة لأصحاب المبادرة في مداخلاتهم ونقاشاتهم لإسقاطها على الواقع الذي تعيشه شريحة "لمعلمين" في المجتمع الموريتاني بسبب ما تتعرض له من تهميش وتشويه وسخرية تشبه إلى حد كبير ما فعلته "قريش" بأتباع خير البرية رسول الله صلى الله عليه وسلم لينصرهم الله فيما بعد بقوة الإيمان والتحمُلأعظم  وأقدس وأنبل  معركة  عرفتها  البشريـة كان  النصر  فيها  حليف المسلمين .

وعلى هامش الندوة وزع القائمون عليها  الوثيقة المطلبية لشريحة لمعلمين وقد اسست لقضية لمعلمين كما قدمت تصورا مجملا يمكن ان يساهم في  بلورة الحلول الجرية لقضيتهم .

وأكد الحراك أن هذه الوثيقة تستمد قوتها من اجماع كل المنظمات والمبادرات العاملة في الحقل النضالي عن القضية والمنضوية ايضا تحت ما بات يعرف بالمنسقية العامة لحراك لمعلمين.